الشاعر سعدنى السلامونى يعيد الحياة للكتاب ..!

 

كتب : عبد الله النديم

لم يكن خروجه للحياة الثقافية  فى مطلع التسعينات من القرن الفائت ، مجرد صدفة ، لم يأتى من محافظة المنوفية ليخترق العاصة ، مجرد أضعاث احلام ، بل كان للشاب هدف ..!

انه نجار السواقى ، الذى حلم بالشعر الحر يداعب ايامه ، واقتحم الشاب القاهرة ، وجلس على مقهى زهرة البستان ، بأبتسامة القروى ، بقلب صافى منزوع من اسلحة الغل ، والحقد ..  راح يفتح عيناه على الحياة ، فلم يشغل باله سوى تعلم القراءة والكتابة ،  و تعلم فنون الخط .. وحدث مايصبو اليه الشاب فى شهور قليلة .. !

دلف سور الأزبكية ، ليقرأ دواوين عم ( فؤاد حداد ) وبيرم التونسى والخال وغيرهم ..!

لكنه لم يجد ضالته فى سطورهم .. ولا فى صورهم الشعرية ، فأراد ان يخلق عالمه  بنفسه .. عالم الريف .. الضيق .. السواقى ، التى غنى لها فبكت الضلوع ..!

ومرت السنين .. اثبت من خلا لها الشاب الأمى انه اصبح من مثقفين مصر .. وعقولها .. لقد اصنتوا له وسمعوه .. فى محافلهم وندواتهم الثقافية ، شعروا انه شاعر الطين ، والناس المهمشين ، أصحاب الحيل فى البحث عن الكلمة ، حتى صعد السعدنى .. من الرصيف الى العالمية ..!

جهد وعرق ليس بقليل .. حتى اصدر مايقرب من 10 دواوين مهمة .. اهمها ( عضم خفيف ) و( اول شارع شمال ) ونجار السواقى وغيرها .. ساهم الشاعر فى تقديم شعراء كثيرون من بينهم صديقه الوفى ( أحمد بكر سليم ) فأسسا معا صحيفة ( مبدعون ) وخرج هو واسس من على رصيف البستان مجلة ( الرصيف ) وراح يهاجم جفاحل الشعر .. حتى هاجمه شاعرنا الكبير ( أحمد فؤاد نجم ) واصدر مجلة ( الرصيف التانى ) .. !

ان معاركه لم ولن تتوقف .. بينما هو يعانى الأمرين والحاجة والفقر طوال رحلته الطويلة .. الا انه لم ييأس ابدا ..!

وراح يواجه ركود الكلمة وتدهور صحة الكتاب ، وعذاب المبدعين .. وغياب دور المؤسسات  الثقافية ، وجبروت أصحاب دور النشر فى الوطن العربى ..!

لم يقف مكتوف الأيدى بل راح يفكر فى كيفية انقاذ الكتاب  ، فى ظل توغل الوسائل الألكترونية على ( السوشيال ميديا ) .

كانت الفكرة عبقرية .. هى كيف ينجو السعدنى بالكتاب .. بعد موته .. راح ينقذه من الضياع ، فأحياه بمشروع كبير جدا .. كتاب لكل مواطن .. تحت رعاية الجامعة الأمريكية ، وبعض المثقفين المخلصين .. !

ومن يومين تقريبا كان الأفتتاح الكبير لمهرجان كتاب لكل مواطن .. وذيع الخبر عالميا ، وعربيا .. فلقى استحسانا ليس بقليل ..!

نتمنى ان يواصل الشاعر ( سعدنى السلامونى ) مشروعه ، ولا يوقفه اى عائق ، سواء مادى او معنوى ، وعلى كل المخلصين لبقاء الكتاب حيا على سطح الفكر ، دعم هذا المشروع .!

والحفاظ على سعدنى السلامونى ، لأنه قيمة كبيرة مخلصة .. للثقافة وللوطن .

وللحديث بقية .

عن Alex

شاهد أيضاً

تكافل وكرامة تتلقى اوراق المواطنين والشروط الواجبة لصرف المعاش .!

#تكافل_وكرامة_تتلقي_طلبات_المواطنين .! #شروط_الحصول_علي_معاش_تكافل_وكرامة .! جريدة القاهرة اليوم تنشر الشروط والموانع فى عملية صرف معاش تكافل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*