والله ان العين لتدمع ، وان القلب ليحزن ، على فراق زميل شريف ، كان مصار اعجاب واجلال من كافة الزملاء الصحفييين فى العالم ، كم التقينا عدة مرات فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ، وكم دارت بنا مناقشات هامة حول مشاكل الوطن العربى ، كان يسمع ، ويصغى لى بكل احترام .. اتذكر اول ديوان لى ( ماكنتش واخد بالى ) حينما اهديته له ، واثنى على العمل ، ونشر من بعض القصائد على جريدة الوطن ، كنت فخورا به ، كنت اتباهى فى الوسط الثقافى بما نشره عن اعمالى الشعرية ، وغاب عنى لسنوات لأسمع نبأ اغتياله ..!
قتل الرجل المثقف ، لم يحمل فى يديه ما يدافع به عن نفسه ، سوى قلمه ، ورائيه ، الحر ، النابع من ضميره ، كيف لأبن الدولة ، الذى ساندها بقلبه ، آبان رئاسته لتحرير جريدة الوطن ، ثم عكاظ ، ان تكون نهايته دموية بهذا الشكل ، دوما كان الراحل يتحدث عن المملكة بكل أدب ، لم يخرج على الملك ، اى ملك حكم السعودية ، كان يعى ما يقول ، استوعبهم ، لكنهم لم يستعبوه ، بل مزقوه اربا اربا ، دون رحمة ، .. دون هوادة .. دون اى يحملوا له اى ذكرى ، دون مجرد تفكير انه مثقف ، واعى يقول ما يمليه عليه ضميره ..!
لم يكن ( خاسقجى عميلا لأحد .. بل كان صريحا ، وصراحته تلك هى التى كلفته ثمن حياته ..!
لكنك يا صديقى ستبقى حيا فى القلب ، فى الوجدان ، فى الفكر الذى لن يترك عصابات الدم ، تهنأ بغيابك ، لن نسمح لهم ان يمروا مرور الكرام ، بل سوف نكتب ونكتب ونذكر العالم .. من آن لآخر بتلك الجريمة الوحشية .. !
نم يا صديقى فى قبرك بين يدى الله فى آمان فأن موعندنا غدا .. لن تترك الثأر مهما كلفنا ، حتى لو فقدنا حياتنا مثلما فقدتها انت ..!