مر العام 2018 بحلوه ومره .. وصرنا جوهر مجرد بلا بدن .. عام مر وكأنه خليط من الحزن والأمل والأكتئاب وفقدان الهوية .. وبالرغم من تلك المهاترات والعناد القدر والبشرى ، حقننا شيئاً مما نبغى .. كانت ” الحرية ” على رأس الطريق المودى ، إلى تحقيق غاية الغايات .. فتطوق روحى إليها وحدها .. هى الحرية التى نشدتها سنين عدة فى سنوات لم تكن كلها ضائعة ..فكانت هى وحدها حتة النور اللى نور ت ضلمتى .. لم تكن بنت الحلو مجرد رواية ، او خاطر جال بوجدانى بل كانت هى الوجدان الذى يحيى بداخلى ، وحين القى نظرة فاحصة على السنوات الضائعة اجد ان هناك شخصيات سقطت من جدول ايامى ، لكنها حية بداخلى .. واخيراً ادرج أسمى فى كشوف الأحياء ، وفتحت الأبواب .. لم اخشى اى التباس او نفور او غرابة ، فتلك الأيام انا اعرفها .. انطلقت من جوانحى كخيل جامح .. من قلبى وشراينى وفؤادى ويلف حولى ، فى ليلى ونهارى .. ولا اظن ان هناك ما يبعث على الريب او الشك فى القلوب التى رحلت عنى طواعيتة .. وبأرادتها وبكامل وعيها .. وكان الرحيل سهلاً بسيطاً وكأنه الموت .. ولعب النار لتحرق قلوب وأصابع من لعبوا بها .. والروح تخرج من جسدى .. فصار جسداً بلا روح .. فالروح رحلت وولت ، وقطفت زهرة الربيع ، وكأنى فقير يا بنت النعم .. وبجرة قلم قولت لا يا بنت النعم .. قلبى ما انحكم ولا عمره انظلم .. فأنا الذى اخترت ظلمه بيدى وبحروفى وأشعارى ، التى لم تدع الذكريات الا ودونتها بحبر قلبى وبحر دموع الكلمات الحزينة .. وأرختها للناس وللعاشقين على جدران التاريخ الأنسانى .. وفى عز ولعه ، وغرابته من عالم صار أجدب لا يحس ولا يشعر ولا يرى الحبايب على حقيقة مشاعرهم وعلى وضعهم وسجيتهم ..!
ما انا الذى حبيبت النواعم .. والكلام الناعم .. والأهات التى تحمل سر وجودى وبقائى .. وحينما سرنا فى الهواء هابطين على السحب ..اخذت اتأمل واصور بعيونى ، ورسمتها بالبال لم تخدنى قصورها والوانها .. فغنيت لها الموال .. موالنا القديم فاكراه .؟!
واسترق النظرات من خلف بيبان الزمن لأجد احبابى كما هم حلوين الطلعة والتقاسيم فى عينى .. وخفة الروح تزين كل بساتين الجمال ، وجمال البدن يزيد حلاوة برغم خلوه من الروح ..!
تلك الصور التى انطبعت فى رأسى وخيالى سنين عدة .. ما شعرت الا بالحنين لها .. ولسنوات مرت كانت من أجمل سنوات العمر .. عشقاً وشباباً وحيوية وامل يسعى فى الأرض ويثرى فى الوجدان كنور ربانى يحمل امانينا على جناحيه ..!
وحينما خلوت بنفسى ، وخلعت بدنى من على جسمى ، وصرت روح خالية من كل كره اوجزء من حقد او حتى كلمة عتاب واحدة .. فأكون داخلاً فى ذاتى خارجاً عن جميع الأشياء .. فأراكى ياحبيبتى ساكنة فى ذاتى ترتدين ثوباً كثوب ليلة الدخلة مزكرش بالحسن وبالبهاء مايطفى على الوجود جمالاً وروعة وتصير الليلة مهدومة.. فأبقى متعجباً مبهوتاً .. فأعلم انى حين اعيش معكى فى ذاتى أصبح جزء من أجزاء العالم الأعلى الفاضل الشريف .. فأبتسم فى وجهك كعادتى .. واقول لكى حبيبتى يابنت القمر ياقمر تبارك الله احسن الخالقين ..عام سعيد على اجمل ما ابدع ..!