أخبار الشرق الأوسط :
الحبيب العاشق ، هو نوع مختلف ، عن باقى انواع المحبين ، هناك حب يسمو ويعلو بالمحب ,ويعيش ولا يهزمه الموت .. وآخر مجرد ريح لا تحمل الا الغبارتعمى العيون ، وتسد الأنوف .. !
والعاشق الحق
وهوالذى يجدد ، ويعمل على إسكاب الندى على الورود ، لتزدهر وتتفتح فى بستان الحبيب .. كذلك هو المجدد فى القلوب ، فالمحب الحق أيضاً، لا يحب حبيبته من آجل الحب وحده ، إنما تحركه مشاعر جاذبة تجذبه نحوها فيعشق كل حتة فيها .. كل نفس .. كل قطرة رحيق تسيل من الشفايف ..!
لكنه أداة فى يد القوة المصورة فى الطبيعة البشرية ، لنيا أعلى مراتب الحب ..!
وحكمة الحب الغامضة تريده هو وحده على التفسير .. تفسير الحقيقة فى القلوب .. والخطأ الظاهر يريده على التبين ..!
تبين الصواب إن كان حباً ام مجرد شعور عارض سيزول ويمحى مع اول عقبة .. لتسأله الفوضى المائجة الأقرار .. وما وراء الحياة .. وما وراء القلوب ليتخذ من نبض قلبه الحى صلة بالحياة ..!
والدنيا كلها تنتقل فى قلبه بمشاعر روحانية كقلوب الملائكة التى لو غاصت فى اللحم والدم ماصح القول انها ملائكة ..!
لا يخلق المحب العاشق الا وفيه أعصابه الكهربائية ” ككاتب البيان ” الذى يجدد فى الكلمة ليخرج معنى وشعور وتفسيرمختلف ..!
إن القلب الرقيق ، الذى عرف طريق الحب
، له فى قلبه مشاعر، ومواضع مهيأة للأحتراق .. تذوب رقة وتعبير والفاظ حانية لم يكتشفها الحبيب بعد .. كالأشعة الروحانية .. تتساقط منها معانى الخير ، والنور ، والجمال .!
وأذا أختير العاشق الحق و المحب لأداء رسالة الحب فى الحياة .. شعر بقوة تفرض عليه هذا الحب .. وهذا الحبيب أى كان شكله او لونه او نوع الطبائع ، فالحب هو الشعور بأنك مازلت تعيش الحياة .. وتعيش جمالها ،ليكون بهذا الحبيب معنى فى الوجود ، لنفسه ولحبيبه وجود آخر ..!
فيصبح العاشق المحب ” عالماً فى الحب ” ، عالماَ بعناصر الخير والجمال والمكنون الغائب الغير مرئى للعيون .. فيتحرك ويفكر كأديب يوجه قلبه كما يوجه الفيلسوف كل بواطن الحكمة النائمة فى عقله فيفكر ويتفكر فى إخراج حكمته للنور ، ويلقى في قلبه السر .. وتجرى على لسانه المعانى الناغمة التى تترك اثرها فى القلوب .. ويزين المفردات الحلوة .. كما يجرى السر ويلقى فى الشجرة لأخراج ثمرها بعمل طبيعى ، يرى سهلاً فى اتمام الحب .. لكنه فى بدايته صعباً كالفراق ..!