أخبار الشرق الأوسط
انها صرخة الأضرحة فى زمن العبث بكل شيىء ، حتى بيوت الله .. !!
لم يصدق العارف بالله ( الشيخ محمد دانيال الموصلى ، أحد شيوخ المذهب الشافعى ) الأجلاء ، هو واحداً من الذين تفانوا فى توصيل ماتبقى من رسالة الأسلام السمح الطيبة .. الآن لو هبطت روحه على مسجده الكائن بشارع ( النبى دانيال ) .. سيحزن كثيراً على ماراح وولى من زمن احترام المقدسات والمساجد .. ستسيل دموعه على الجدران التى شرخها الزمن .. كأنه قرص شيخ جليل وانحنى .. كأنه عصا الحاقدين على الأسلام ، الذين يجتهدون وينفقون المليارات على هدم بيوت الله فى كل مكان وخاصة مصر .. مهد الأولياء الكرام !
جاء الشيخ ليدرس الأسلام للمصريين ، وللعرب القاصدين العلم على أصوله وعلى ارض الجدعان ، فى نهاية القرن الثامن الهجرى .. وظل يدرس علم الفرائض حتى وفاته فى عام 880 هجرياً .. كانوا الألوف يقصدونه ، من كل حدب وصوب .. لعلمه الكثير ، ولروحه الطاهرة ، وحضوره المحبب ، منفوح من قبل الزمان بنفحة الحكيم لقمان صاحب المقام المنسى .. !
كان المسجد يومها عريق المقام والبنيان ، تفوح منه رائحة العلم والمحبة الربانية .. بنوه أهل الأسكندرية العاشقين لبيوت الله عام 1970
مات الشيخ الجليل ، وترك علمه ، وحبه لدين الله .. ليصبح مسجده مقصد كل العاشقين لله على مر الزمان بزمان ، ولولعاً وعشقاً لريحة هذا الشيخ الطيب .. الذى آصر أهل الأسكندرية العظماء على دفنه فى المسجد .. وتم بناء ضريح تجرى فيه روحه الطيبة وتسكن فى المدينة التى طالما عشقها ووهب علمه لها حتى مات ودفن فيها .!
هذا المكان الذى هبط عليه الشيخ الجليل ، لم يكن عبوره مجرد صدفة .. او مرور الكرام .. إن اهل الخطوة يعرفون ويدركون الأرض التى يخطون عليها .. فالمكان مكان نبى من انبياء الله وهو النى ” دانيال ” وهناك واقعة حدث بالفعل سنروى تفاصيلها كما رواها التاريخ الأسلامى :
((
عندما فتحت الاسكندرية على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عثر الجنود على المكان وعليه أقفال من حديد تحيط بحوض من الرخام الأخضر
وعند فتحه وجدوا فيه هيكل لرجل ليس على هيئة أهل العصر، فأنفه طويل ويده طويلة وعليه أكفان مرصعة بالذهب. فأبلغوا عمر بن الخطاب بذلك فسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقال له: هذا نبي الله دانيال. فأمر عمر بتحصين قبره حتى لا يمسه اللصوص.
إلا أن عددا من الاثريين يشككون في هذه الرواية ويؤكدون أن الضريح الموجود بالمسجد على عمق حوالي خمسة أمتار هو للشيخ العارف بالله محمد دانيال الموصلي وهو رجل صالح جاء إلى الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري، وقام بتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على مذهب الإمام الشافعي، وظل بها حتى وفاته سنة 810 هـ ودفن بالمسجد، الذي يعود تاريخ بناؤه إلى القرن الثاني عشر الهجري.))
وهناك رواية آخرى تقول :
((يقول على باشا مبارك في الخطط التوفيقية: “مسجد مشهور بمسجد النبى دانيال كان صغيرا فجدده العزيز محمد على باشا سنة 1238، وله ليلة كل سنة في شهر رمضان وهو تابع الوقف، وبهذا المسجد مدفن مخصوص بالعائلة الخديوية مدفون فيه المرحوم محمد سعيد باشا ونجله طوسون باشا وغيرهما”. وقد ارتبط هذا الجامع بعدة أساطير منها أنه دفن به النبى دانيال كما ارتبط أيضا بفكرة البحث عن قبر الإسكندر الأكبر إلا أن الأبحاث والحفائر التي تمت بهذا الجامع في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين دحضت هذه الأفكار. ))
لكن ماذا حدث للمسجد فى تلك الأيام ..؟
لن نقول انه مسجد عريق فقط .. ويقصده مئات السياح كل أسبوع .. ويقصده الناس من ربوع الدنيا شغوفون به ، كأنه راحة الراحات الأبدية .. هذا فضلاً عن تعلق اهل الأسكندرية بهذا المكان روحاً وجسداً .. إن الناس تئن وتبكى على الحالة الردية والردئية التى وصل إليها المسجد .. أصبح المسجد خراب آيل للسقوط .. تتساقط جدرانه .. منطفىء النور ألا من نور من يسكنوه ..!
إن هناك يد خفية تريد هدمه تحت بند الأثار .. وهذا لا يليق فى عصر الدكتور ” محمد مختار جمعة ” وزير الأوقاف المصرى ، الرجل الذى ساعد وجاهد فى إستعادة الدين من قبضة الأرهاب .. الأمر فعلاً لا يرضيه ونحن نعى انه غيور على مساجد الله ومسؤل عنها ..!
إن المسجد يا ” معالى الوزير ” فى حلة لا ترضى عدو ولا حبيب .. لا يوجد اى نوع من انواع الخدمات للمصليين وللسياح معاً .. فمعظم الحمامات او الميضة كما تقولون مغلقة تماماً .. إن هناك حالة من الأستياء لكل المترددين على هذا المسجد .. ماعدا ميضة صغيرة قام بأنشاءها الأهالى حماهم الله ورزقهم حسن نواياهم الخيرة الغيورة .. وهى مشتركة بين الرجال والنساء وهذا آمر مهين للمسجد ولوزراة الأوقاف التى تقف عاجزة امام تجار الأثار الذين وضعوا الأقفال على الأبواب وكتبوا ممنوع الدخول حتى لعباد الله .. كيف يمنعون الناس من دخول المسجد بطريقة غير مباشرة .. فعدم وجود خدمات لائقة بالمسجد تصرف الناس عنه .. خاصة الأجانب الذين يقصدون المسجد بصفة دورية ..!
سيدى الشيخ الجليل وزير الأوقاف .. انت تعرف تاريخ المسجد وتعرف ان سيدنا ” لقمان الحكيم ” له ضريح أيضاً بجوار النبى دانيال .. ان النبى دانيال عليه السلام يبكى فى حضن الحكيم لقمان ، من هذا العبث القائم وطريقة الهدم القادمة على ارواح انبياء الله المباركين .. انه مؤذى لهما ومقيت لأهل الأسكندرية الذين يعتزون بهذا المكان المبارك ..!
المطلوب منك يا معالى وزير الأوقاف ان تنصر تاريخ هذا المسجد وساكنيه .. تمنحه 10 دقائق من وقتك وتأتى لزيارته .. وترى بعينك ما آل إليه حال المسجد ..!
نحن نثق فى قوة إيمانك ، وحرصك على تطوير المساجد القيمة التاريخية .. افتح الباب يا معالى الوزير لزوار النبى دانيال وامسح دموعه من على خد الحكيم لقمان ..!
وللحديث بقية