أخبار الشرق الأوسط
هى ليست أول مرة اكتب فيها عن عن ” أحمد بكر سليم ” لكنها تعد هى الأولى بعد ان انتظرت سنوات وسنوات .. أدرس فيها ملامح شخصيته ، سواء الأنسانية او الصحفية التى شرفت فيها بالعمل معه ، فى جريدتنا الغراء .. صوت الفقراء .. صوت الضمير ، والكلمة الصادقة والجراءاة التى لم ارى مثلها فى بلاط صاحبة الجلالة .. الا وهى “” جريدة ” القاهرة اليوم ” .
وكانه لا يخشى على حياته من الموت .. من السجن .. من القهر .. وطول التقصد من قبل اعداء الكلمة والوطن .!
ومرت السنين لكنى دوماً كنت انتظر فيها كيف كان اول لقاء جمع بينا فى مقهى ” العجاتى ” كنا شباباً فى مطلع العشرين من القرن الفائت .. وبحماس الشاعر الأسكندرانى راح يسمعنا بعضاً من أشعاره التى كان لى عليها بعد المآخذ حيث انه كان فى مقتبل حياته الشعرية ، كان لساه بيتعلم .. وبيحاول وبيسمع منى لحد ما أضرب بشعرى وبيقت انا عنده .. نمرة واحد .. حب شعرى حبنى .. حتى صرنا صديقان .. ثم أخوات وبعدها أصبحنا شريكان فى درب محبة الوطن .!
أول مرة خرج علينا الشاب ” أحمد بكر سليم ” لم يكن وقتها قد مارس مهنة (( الصحافة )) لكنه كان يهوى الشعر .. شعر العامية .. كان يجسد امامنا كل صنوف والوان الشعر العامى لكنه كان مبهوراً متيماً بعمنا .. بيرم التونسى .. قولت له يا صديقى اخلع عنك عباءاة عم بيرم وكون نفسك .. ومرت السنون وأراه اليوم .. شاعراً لا يجسد شعر بيرم التونسى فحسب بل يعيش حياته الممزوجه بحياته هو ومحطاتها والوانها كما لو ان التاريخ يعيد انتاج نفسه ، كما يعيد انتاج الشاعر الأول نفسه .. .. من الشعر إلى إصدأر الصحف .. إلى عشق الحقيقة والدفاع عنها ..منتقلاً إلى سرد قاتل واصفاً الواقع وحياة الناس من حوله وكانه يعيش حالاتهم وواقعهم وألامهم .. حتى وصل إلى انه اصبح صوتهم .. مروراً بكل الحروب التى خاضها ضد الفساد .. إلى أن وصل إلى الشاعر الأسكندرانى الحر الذى يعيد أمجاد عمه وابوه وابى ووالد كل الشعراء كما لقبه رب الشعر العامى ” فؤاد حداد ” _ حتى رأيناه هو وحده على تلك الأرض الساحلية التى يعيد مجد ” بيرم التونسى ” أبو الشعر العامية ومؤسسه على وجه الأطلاق فى الأسكندرية ..!
انه ” أحمد بكر سليم ” الهارب من دنس الواقع ، صاحب التجارب الجرئية ، هو ” بيرم ” الجديد على مستوى القصيد ، والغناء ، والصحافة ، والأنسان ..!
هو كذلك الصديق الصدوق ، الذى حفر أسمه على صخور النيل هنا فى القاهرة وصخور البحر هناك فى الأسكندرية .. هذا فضلاً عن صخور الجبال الشاهقة .. حفرها بدمه .. بدموعه .. رغم غياهب الظروف .. والخوف القابض على قلب الأوطان العربية .. انه بيرم التونسى الجديد .. فى تناول القصيد والغناء بشعور منفرد ، شعور له نفسه الخاص ، وله فلسفة السهل الممتنع ، الذى لا يرهق المتلقى فى توصيل مايقصد .. فيسرد شعراً له مركباته المختلفة ، وبحوره المتناغمة .!
أنه ” أحمد بكر سليم ” الأبن والأخ والأب الحنون ..!