أخبار الشرق الأوسط
- سجون بشار الأسد لا تعترف بالأنسان حكايات السجينات السوريات تشبه حكايتى فى سجن حمص .. !
* سجنونى وعذبونى لأنى دافعت عن رئيس بلدى الراحل ” محمد أنور السادات ” .! - منذ أن اندلعت الثورة والأحتجاجات السلمية ضد الرئيس السورى ” بشار الأسد ” مع بداية العام 2011 حتى اليوم ، هناك عشرات الألاف من المواطنين السورين فى سجونها ، بعد ان القت قوات بشار ( شرطة وجيش ) على المتظاهرين .. فكان من بينهم كتاب وصحفيين ومفكريين وعلماء ومثقفين وصنايعية وطلبة .. ارادوا ان يعبروا عن احلامهم واراءهم .. ظنين ان سوريا هى القاهرة او تونس .. فلم يدروا ان بشار ” سفاح ” دموى لا يضاهية سفاح آخر أبداً .. ربما تفوق على ” هتلر ” بكثير .. !
الألأف تم الزج بهم فى السجون القابعة تحت الأرض وفوق الأرض فى الصحراء وداخل المعسكرات السورية التابعة لنظام بشار .. قبض عليهم والتعامل معهم بوحشية .. والعبد لله يعى جيداً ان الأمن السورى ” حقير للغاية ” يضرب ويعذب ويهين ويذبح أذا لزم الأمر ، وانا على يقين من ذلك ، لأنى سجنت فى سجن حمص عام 1992 لأنى فى لحظة ما تجرأت ، ودافعت عن الرئيس البطل ” محمد انور السادات ” حينما سمعت السوريون يهينوه ويطعنوه فى عروبته ووطنيته .. كان هذا فى عهد ” حافظ الأسد ” .. السفاح الأكبر .. كنا وقتها فى الشتاء وجالسون فى آحد المقاهى والصوت عالى ومسموع .. انفعلت مدافعاً عن ” السادات والجيش المصرى ” ولم تمر 10 دقائق الا وتم القبض على .. وقادونى إلى مقر ” السياسية ” وهى جهاز امن الدولة السورى فى ” دمشق ” وخد عندك لحد وش الصبح ..!
والتهمة اهانة الذات الملكية .. أهانة الرئيس حافظ الأسد ، مع العلم انى لم أفعل ، ولم اقترف اى تهمة سوى الدفاع بالأدب والحجج وبالتاريخ العسكرى .!
وبعد شهرين فى زنزانة لا تتجاوز المترين ، عشت كالجثة الهامدة انتظر الموت ، حتى برأتنى المحكمة وتم ترحيلى على مصر بواسطة الفنان الأعلامى المصرى ” محمود حمدى ” الذى هرب من مصر فى السبعينيات خوفاً من السجن لأنه كان يهين الرئيس السادات فى الصالونات الثقافية وهرب إلى سوريا ليدعمه حافظ الأسد فى صوت دمشق كى يشتم ويهين القيادة السياسية فى مصر من سوريا .. لكن الرجل احبنى وتعاطف معى وصيرنا أصدقاء وبعد شهور من تلك الصداقة تم القبض على .!
.. ولن احكى بالتفاصيل عن سير التحقيق وصنوف التعذيب حتى اترك الفرصة لغيرى لمن عاشوا سنين فى سجون الديكتاتور السفاح وفى زنازينه .. وبين سجانينه وحيواناته وسجونه الملاكى ..!
فهناك الاف مازالوا يموتون كل يوم على يد الجبابرة منزوعى الضمائر وفاقدى الأنسانية ..!
لم يتورعوا ولم يتعظوا من انظمة ابيدت .. لكنهم راحوا يمارسون على النساء قبل الرجال الممارسات الغير انسانية بالمرة رافعين شعار ” ادفع عشان تخرج للحرية ” فمن تملك اسرته المال أفداتوه به وخرج .. بينما الفقراء او البسطاء فلهم الموت جزاءاً لما حاولوا فعله ..!
وتقول آحدى ” السجينات ” وتدعى ” حسنا دبيس ” فى الثلاثين من عمرها ، أنها مصممة بعد نحو أربع سنوات قضتها في سجون النظام السوري، عُلقت خلالها من معصميها وتعرضت للضرب والتعذيب وتحّملت المرض، على بدء حياة جديدة لها ولطفلها الذي ولد في زنزانة.لكن المهمة تبقى صعبة أمام هذه الشابة الثلاثينية التي عانت لتأمين مصدر رزق وخصوصا بعدما خرجت العام الماضي من السجن لتجد أفراد عائلتها مشتتين أو مفقودين أو قتلى، وأبناء منطقتها في الغوطة الشرقية توجهوا إلى شمال غرب البلاد.
و” حسنا ” هى واحدة من عشرات آلاف السوريين الذين قضوا معظم سنوات النزاع خلف قضبان سجون النظام لمشاركتهم أو دعمهم للاحتجاجات التي بدأت سلمية عام 2011، وتحولت إلى نزاع دام.
في العام 2011، شاركت الشابة المتحدرة من بلدة حرزما في الغوطة الشرقية، كما تروي لوكالة فرانس برس، في التظاهرات الشعبية الحاشدة.
ثمّ تطوّعت في إحدى النقاط الطبيّة لعلاج المصابين خلال الاحتجاجات التي تصدت لها قوات النظام. واعتقلت في الغوطة الشرقية في أغسطس 2014، وكانت حاملاً في شهرها الثاني، بعد توجيه تهمة “التعامل” مع الفصائل المعارضة لها، وهو ما تنفيه.
وخلال سنوات اعتقالها، تنقلت بين فروع أمنية وسجون عدة. وتستعيد كيف أمضت أربعين يوماً في سجن انفرادي تراكمت فيه القمامة وانتشرت فيه الحشرات. إلا أن معاناتها تفاقمت حين نُقلت إلى فرع أمني تقول لقد “تفاجأت بوجود شقيقي ووالدي فيه، وقد جرى تعذيبهما أمامي”.
بعد ولادتها طفلها محمد، تم نقلهما إلى سجن الفيحاء في دمشق. وتقول “جاء طفل جديد إلى حياتي ولم أعلم ماذا أفعل في أجواء المعتقل”.وتضيف “لم يكن لديه لباس، طلبت منهم أن يعطوني مقصاً وإبرة لأخيط له ثياباً من ملابسي وأغطي جسمه الصغير” ولم يفعلوا وكأن أذانهم أصيبت بوقر عظيم .!!
كبر محمد في المعتقل، لكنه لم يكن الوحيد، مع وجود أطفال معتقلات أخريات بينهن عراقيات متهمات بالارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية.
تقول حسنا “حين كنت في المعتقل، كان حلمي أن أمشي في الشارع مع إبني، أدخل إلى المتجر معه وأشتري له الملابس كما تفعل كل الأمهات”.“مرض وتعذيب وشبح”
في سجن ” الفيحاء ” أسوء سجون سوريا ، تشاركت حسنا الزنزانة مع فتاة إثيوبية لم تتجاوز 20 عاماً، كانوا ينادونها لميس، وساعدتها على الاهتمام بطفلها أثناء تواجدها في التحقيق.كان التحقيق كما تروي يمتدّ لساعات. وتوضح أنه في المرة الأولى بعد الولادة “بدأ المحقق خلع ملابسى والحجاب ، ونظر إلى شعري وأحضر سكيناً وبدأ بقصه، ثم ضربني ضرباً مبرحاً”.
تابعت “استخدم معي طريقة الشبح” أي تعليق المعتقل بالسقف من معصميه، وهو أسلوب تعذيب شائع في السجون السورية يقولون انه من زمن ” حافظ الأسد ” .
تكرر الأمر مع ” السجينة ” المسكينة لاحقاً مرات عدة. . وفي غالبية الأحيان كان حراس السجن يدخلون عند منتصف الليل إلى زنزانتها وينقلونها إلى غرفة أخرى تتعرض فيها للضرب والتعذيب، على حدّ قولها.
خلال اعتقالها، تروي ” حسنا ” أنها أصيبت بمرض السل وتم ابعادها عن إبنها لأربعة أشهر من أجل تلقي العلاج. ولدى خروجها لم يتعرّف طفلها عليها. وتقول :
” هذا كان الموقف الأصعب لم يتعرف علي”.في أبريل 2018، أبلغها آمر السجن قرار “اخلاء السبيل”، وهو ما ظنته دعابة في بادئ الامر. وكان عمر محمد حينها ثلاث سنوات ونصف.
ظنّت حسنا أنها ستعود حينها إلى منزل عائلتها في الغوطة الشرقية، لكن حين وصولها إلى مدخل المنطقة طلب منها عناصر قوات النظام الصعود في حافلات كانت تقل آخر المغادرين من مدينة دوما في اطار اتفاق إجلاء لرافضي اتفاق تسوية مع دمشق، حسب روايتها.
لم تكن حسنا على علم بالعملية العسكرية التي شنتها قوات النظام على الغوطة الشرقية وما تبعها من اتفاقات إجلاء إلى مناطق الشمال. وهكذا وجدت نفسها تصل مع طفلها إلى مناطق سيطرة الفصائل في ريف حلب الشمالي.
أما الطفل الصغير ” محمد ” لم يكن يعلم عن الحياة شيئاً وعلى ذاق طعم النسيم العليل بل كان يشم العطن ورائحة الموت ..فكانت بذلك المرة الأولى التي يختبر فيها الحياة خارج جدران الزنزانة.
وتستعيد كيف أنه فور رؤيته عربة خضار ركض نحوها، وأخذ حبة طماطم “وبدأ يأكلها بسرعة فهي شيء لم يراه من قبل”.أين عائلتي؟
من ريف حلب الشمالي، انتقلت حسنا إلى إدلب وتمكنت من التواصل مع إحدى شقيقاتها المقيمة في دمشق. وتبلّغت منها أن شقيقة ثالثة مع شقيقهما الصغير (17 عاماً) يقيمان في محافظة إدلب المجاورة.بعد فترة، اجتمع الأشقاء الثلاثة معاً. ولم تكن تتوقع أبداً ما ستسمعه من إجابات على أسئلتها الكثيرة. إذ توفيت أمها وقُتل زوجها “بتهمة التعامل مع المعارضة”، واعتُقلت شقيقتاها الصغيرتان قبل عامين وانقطعت أخبار والدها وشقيقها في السجن.
تقول ” حسنا ” :
بعدما عرفت مصير العائلة المؤلم، قررت بدء حياة جديدة مع طفلي وأن أعمل لنعيش”.واضافت انها تعرّفت خلال فترة قصيرة على زوجها عبد الرحمن (25 عاماً). لكن بعد أربعة أشهر من زواجهما، أصيب بقصف لقوات النظام، وبات عاجزاً عن العمل.اضطرت حسنا بعدها للبحث عن فرصة عمل، فالتحقت بمشغل خياطة خاص بالمعتقلات السابقات، بمبادرة من منظمة “مداد” الإنسانية المحلية، بعدما خضعت لدورات تدريبية، وباتت قادرة على تأمين مصروف المنزل، وتأمل أن تصبح الخياطة مهنتها.
وتخشى حسنا التي تعرب عن سعادتها رغم كل تجاربها الصعبة هجوماً وشيكاً على إدلب، مع تعرض المنطقة منذ نهاية إبريل لقصف جوي سوري وروسي كثيف.
تقول “أكثر ما يخيفني هو أن يهاجم النظام، لا أريده أن يدخل إلى إدلب ويعيدني إلى المعتقل” مجدداً.
إنها قصة قصيرة لسجينة واحدة ، تعرضت لأبشع معاملة .. وهناك الاف من القصص لو حيانى المولى العالى ، لسوف اسرد تفاصيلها .!
وليعلم المصريين ، أن سجونهم فى مصر تعد ” حديقة ” لو قارناها بتلك السجون .. بل بتلك المقابر الجماعية التى تشبه سجون ” فرعون ” .
أحمد بكر سليم .