أحمد بكر سليم يكتب : عائلة ” ضيف الله ” تحافظ على مبدأ ” الأيام خير دليل ” ..!

 

اخبار الشرق الأوسط

 

فى مثل هذا اليوم الموافق (23 ) رمضان من العام 2005 كنت على موعد مع عائلة ” ضيف الله ” بدعوة كريمة منها لتناول الأفطار على مائدة العائلة الخاصة جداً ، لم يكن هناك ضيوف غيرنا ( الحاج العوامى ) صاحب آحدى المدارس فى السفن آب على الطريق الصحراوى بالعامرية والصديق الصدوق لنا جميعاً و كذلك كان الرجل المحترم حمامة السلام .. لبيت الدعوة الكريمة العبد لله وشقيقيا الكبير والصغير .. كنا اربعة رجال على مائدة تاريخية ، آصلت تواجدها ببعض المبادىء الأنسانية ، كان الحظ حليفى حينما جلس بجوارى على ” الطبلية الطويلة ” المصنوعة من الخشب النادر _ كان هو الحاج “عبد المنعم راغب ضيف الله ” الجالس بجوارى وحولنا معظم افراد العائلة وعلى رأسهم النائب التاريخى ” سعدواى راغب ضيف الله ” وعلى نفس الطبلية الممدودة على الأرض بطول المربوعة جلس النائب ” رزق راغب ضيف الله ” كان وقتها شاباً يافعاً .. لم نتحدث كثيراً انا والنائب ( عبد المنعم ) ليس اكثر من عبارات الترحيب بى :
( منور يا استاذ احمد كل سنة وانت طيب ورمضان كريم يعودها عليك و على الأسرة بخير ) وبالتالى بادلته نفس الشعور والرد .!

ومن عادات تلك العائلة ان جميع افرادها شيوخ او شباب لابد ان يجلسوا على مائدة طعام واحدة الا من الصبيا والأطفال فهى مائدة للرجال فقط .. ماشاء الله جلسنا وسط مايزيد عن 100 رجل كلهم صنف واحد ولون واحد وشكل واحد مآصل ، وقطعة واحدة فى السلوك والمقاصد والطبيعة ، التى يتخللها هدوء الأعصاب الأقرب إلى “السكينة ” والصوت الهادى المتزن الممزوج بالأدب الجم ، والتدين الذى يميل إلى التواضع ، وإلى طبيعة حاله الفعلى والواقعى .. فالتواضع ليست صفة بقدر ماهى من الخصال الموروثة فيهم .. يعنى بتجرى فى دمهم .
جاءت الدعوة على مائدة افطار رمضان لتزليل اى سوء فهم بيننا .. بالتالى لم يكن هناك عتاب ولا ثرثرة من الطرفين .. على الرغم من انى كنت حاد معهم على صفحات جريدة ( القاهرة اليوم ) وقتها من نفس العام وفى تلك الأيام .. ولم ارى منهم جميعاً اى نوع من انواع استغلال النفوذ والحصانة ، فهناك نائبين واحد فى الشعب والثانى فى الشورى ومن الوزن الثقيل داخل المجلسين وخارجهما .. واغلب المسؤلين فى دولتى ( حبيب العادلى و مبارك ) وقتها بتعمل لهما الف حساب ، وكلمتهما مسموعة .. (( يعنى ايه صحفى بروح امه ولا رئيس تحرير حتى ..!)) اى مسؤل كبير فى الحزب الوطنى يستطيع بكلمة سحق هذا الصحفى او تلفيق تهمة معتبرة له عن طريق ( أصغر ظابط فى امن الدولة ) .. الصحفى ده هو العبد لله كاتب تلك السطور ..!

لكنى لم اجد فى المقابل الا احترام وتقبل رأيى بصدر رحب .. واعترف انى تجاوزت بحموة الشباب واندفاع بعض الأصوت الحاقدة المبتزة نحوى وانا ( مش واخد بالى ) .. مستغلين تلك الحرب التى تشنها الجريدة على النائب ( عبد المنعم راغب ضيف ) واثناء أجراء انتخابات مجلس الشعب 2005 .. كان هدفى فى المقام الأول ارضاء من تقدم لى بالشكوى فقط ابن العامرية التى احس بالتقصير نحوها .. صحفى غيرى وقتها كان جرى على النائب ابن العائلة الكبيرة ونائبها الفعلى بلا منازع .. وقاله خد عندك يا سيادة النائب فلان وفلان وفلتان بيحرضونى ضدك .. ساعتها لو فعلت كنت نلت رضا عائلة ( ضيف الله ) لكنى لم افعل واعتبرت هذا الفعل لو حدث ماهو الا بيع علنى لضميرى الصحفى والأنسانى والمهنى ، وتسقط بالتبعية اروراق ميثاق الشرف الصحفى تحت أقدام الشياطين ومن على شاكلتهم .!

انتهت الزيارة التى لا تحمل الا الود والكرم والطيبة .. لم يدفع لى النائب مال بل اغدق على من نيل اخلاقه وصفاء قلبه ماهو اكثر من المال الا وهو ” الأحترام المتبادل ” وهذا يكفينى فى المقام الأول والآخير .. وصيرنا حبايب حبايب بعد ان تقبل منى الأعتذار عن سوء فهمى لأبعاد تلك الحرب الشعواء .. ونجح النائب ( عبد المنعم راغب ضيف الله ) فى الأنتخابات وهذا كان متوقع ..! لأنه كان مسيطر على المشهد السياسى واغلب من كانوا ضده هم مجرد عصافير تحاول ان تطير بجوار صقر جامح فارد جناحيه للناس بالود والمحبة والكرم .
لم تربطنى بالنائب اى علاقة قريبة من ساعتها سوى المكالمات التليفونية المتبادلة بيننا .. فى الأعياد والمناسبات .. سواء شعبية او رسمية .. وتخللت تلك المكالمات بعض الطلبات الملحة لبعض المواطنين فى العامرية ( اللى هما اهلى وناسى ) او الأسكندرية ، الحقيقة ان النائب لم يتأخر على ولو مرة واحدة .. الرجل كان سبب فى إجراء عشرات العمليات الجراحية المعقدة والخطيرة وعلى نفقته الخاصة كم ايقظته من النوم على نداء مريض بالفشل الكلوى يواجه مصاعب فى عميلة الغسيل فى مستشفى العامرية العام .. وبالمناسبة قسم الغسيل الكلوى فى مستشفى العامرية تم انشاؤه لأول مرة فى التسعينيات على نفقة تلك العائلة ..!
كان النائب شفاه الله وعفاه تليفونه مفتوح لكل الناس هذة حقيقة ولم يتغالى او يتعالى على آحد .. كان ( عبد المنعم راغب ضيف الله ) خير الناس وانفهم للناس .

من خلال قربى بتلك العائلة عن بعد وعن دراسة دقيقة لحياة هذه الأسرة الكبيرة _ وكم يستهوينى العوم فى بحور المصاعب وبين الأمواج المتلاطمة وامخر عباب البحر لهذا ولذاك لأجد سبيلاً للوصول للحقيقة حتى يتسنى لى الدفاع عنها .
ومن أسس ومبادىء تلك العائلة التى تم ترسيخها هى :
عدم التباهى بالمناصب او استغلالها للضغط على اى جهة ..!
عدم استغلال المال فى التنكيل بالناس .. فلديهم احساس عميق تجاه المال .. فلو تم اتستغلاله فى الشر لزال المال من بين أيديهم .. لأبد للمال ان يتجه نحو الخيرللبناء لا للهدم .. ربما هذا ما جعل المال لا يهرب من حض تلك العائلة .. يعنى الحسنة بعشرة امثالها مثلاً ..؟!
لا ليست تلك هى النظرية .. إن تلك العائلة لمن لا يعرفهم يكرهون المال لأنه سبب إزعاج لهم وطريق للحاسدين وعيون للحاقدين المترقبة .!
إن اهم ما لفت نظرى هو أهم مبدأ عاشت به تلك العائلة منذ ان وضعه شيخهم الأول وكبيرهم ( ضيف الله ) السنجرى .. حينما قال فيهم ( اتركوا الناس تفهم مع الأيام .. الخصم النبيل سيصبح صديق الغد لأنه بمرور الزمن سيفهم وسيتفكر فى كافة الشؤن ) .
نعم إن الأيام خير دليل حقاً كما يقولون .. فلحد تلك اللحظة لم يتغير شيىء فى تلك العائلة رحل ( سعداوى راغب ضيف الله ) عن العمل السياسى ولازال يعمل خارج حدود السلطة يذهب من وقت لأخر للمسؤلين ليحل مشاكل ابناء الدائرة واخرها حينما ذهب لقائد المنطقة العسكرية الشمالية يناشده وقف إيزالات البيوت والمبانى الواقعة بجوار نجع حبون .!
وهناك عشرات بل مئات المواقف له .. فلازال البيت قائم والمربوعة مفتوحة نستقبل العائلات من كل صوب وحدب ، لتحل مشاكلهم فى قاعدة عرب طيبة لا تبيح الحق ولا تقلب الحقائق حسب الأهواء ، ولا تستغل المواقف ولا تكيل بمكيالين .
وعلى نفس الطريق والمنوال والهدف يسير النائب ” رزق راغب ضيف الله ” فلن يختلف عنهم لأنه فى النهاية ينفذ مباىء وتقاليد وقانون وضعته العائلة فى دفتر احوالهم على طاولة الأيام .. فلن نطيل عليكم ولن نتحدث عن إنجازات نائبنا المهندس “رزق راغب ضيف الله ” لأن هذا واجبه ولن يرضيه الثناء منا عليه بقدر مايعجبه سرد الحقيقة والدفاع عنها .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏نظارة‏ و‏بدلة‏‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏٣‏ أشخاص‏

عن Alex

شاهد أيضاً

أحمد بكر سليم يكتب :*السادات* كان يتوقع اغتياله بالوثائق وبالمستندات  ..!

القاهرة اليوم    *السادات* كان يتوقع اغتياله بالوثائق وبالمستندات  ..! اهناك فرق بين الضمير والعقل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*