أخبار الشرق الأوسط _
تقرير يكتبه : أحمد بكر سليم_
حظ تعس ، حينما يعيش شعب على بحيرة من المخاطر .. شعب يبحث عن الامان ولا يجده ، بسبب حكومات متعاقبة لا هدف لها سوى تحقيق حلم زائف .. فعودة الدولة الفارسية حلم صعب المنال ، لن يأتى الآن .. بينما الشعب المظلوم الذى لا يعيش حياته الطبيعية بسبب تلك المخاطر يضعه فى دائرة مفرغة .. لا يستطيع ان يخرج منها .. والدائرة تتحول كل يوم إلى طوق يضيق على عنق المواطن الأيرانى ..!
سعى الإيرانيون في وسط طهران يوم السبت 22 يونيو 2019 الى متابعة يومياتهم رغم خشيتهم من حرب بين دولتهم والولايات المتحدة، وإحباطهم إزاء واقع اقتصادي يزداد صعوبة.
يتفاوض الباعة والزبائن بشق الأنفس حول الأسعار في ظل حرارة تلامس 36 درجة مئوية، فيبدون لوهلة كأنّهم نسوا مخاطر وقوع نزاع مفتوح بين طهران وواشنطن.
غير أنّ مهراد فرزانغان، صاحب متجر، يقول إنّ المخاطر تبقى ماثلة في الأذهان.
ويضيف متنهداً أنّ “الناس والطبقة الوسطى هم من يعاني من الضغوط… قولوا لنا فقط إذا كانت الحرب ستقع”.
ويتابع “نحن نجهل ما سيحصل. الواقع الاقتصادي يتدهور يوماً تلو آخر، العقوبات تشتد ومستوى معيشتنا يتأثر تدريجاً. كل ذلك لأنّ التوترات تتصاعد بين الحكومتين”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أكد الجمعة أنّه تراجع عن ضرب طهران قبل “عشر دقائق” من الموعد المحدد للضربة رداً على إسقاط طهران طائرة مسيّرة أميركية.
والسبت، حذّرت طهران واشنطن من أنّ “إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها” في المنطقة.
تزيد هذه التطورات من منسوب التوتر لدى سكان العاصمة الإيرانية.
في هذا الصدد، يقول شاهرام بابايي (38 عاماً) إنّ “الوضع غير مستقر وثمة مخاطر لاندلاع حرب. حياتنا تأثرت بذلك”.
ويروي لفرانس برس “كنا نتناول العشاء حين حلّقت طائرة على ارتفاع منخفض جداً. لم تكن طائرة حربية ولكنّ الجميع أصيبوا بالهلع لأننا سمعنا أنّ الحرب قد تندلع”.
-“مجنون”-
لم تبلغ العلاقات الثنائية هذا المستوى من التوتر منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي الموقع مع إيران بشأن برنامجها النووي في أيار/مايو 2018، وإعادة فرض عقوبات أميركية قاسية ضدّ طهران تحرمها من المكاسب الاقتصادية المتوخاة.
بعد نحو عام من ذلك التاريخ، عززت واشنطن في أيار/مايو 2019 حضورها العسكري في الشرق الأوسط بذريعة “تهديد إيراني”. ثم اتهمت الولايات المتحدة إيران بقيادة هجمات، خلال شهر، ضدّ ناقلات وسفن في الخليج، وهو ما تنفيه الأخيرة.
بالنسبة إلى محمود بويا (29 عاماً)، فإنّ ترامب يقول الشيء ونقيضه و”يتصرف كمجنون وبطريقة لا يمكن التنبؤ بها”. ويأسف “لأنّه رجل استعراض أكثر من كونه رجل سياسة”.
ويعتبر بايا المتخصص بعلم النفس، أنّ الولايات المتحدة لن تخاطر بالتسبب بصراع مفتوح مع إيران. ويرى أنّ الأميركيين لا يزالون في طور “هضم صدمة الحرب في العراق” وليس بمقدور حكومتهم جرّهم إلى أخرى.
-“مهما حصل”-
لا تضع التوترات بين طهران وواشنطن الإيرانيين وحدهم في وضع هش وصعب، إذ إنّ اقتصادهم الذي يعرف مرحلة سيئة، سيعاني بدوره.
ويشرح شاهرام بابايي أنّ الواقع الحالي يصعّب اتخاذ بعض القرارات: أصبح قرار شراء منزل كمن يقرر الدخول في مضمار سباق الحواجز بالنظر إلى دوامة التضخّم التي يغذيها، من بين أسباب أخرى، تصاعد التوتر بين البلدين.
حين تمكّن بابايي من شراء منزله المستقبلي، علم بأنّ دونالد ترامب ألغى لتوّه ضربات عسكرية ضدّ طهران.
يقول “فكرنا أنّها ليست بالضرورة الفكرة الأمثل” لناحية شراء منزل في هذه الظروف.
من جانبه، يعتبر اليزيرا، قريب مهراد فرزانغان، أنّ مواجهة عسكرية مع واشنطن غير مرغوب فيها. ويشرح الشاب ذو الـ 26 عاماً والعامل في إصلاح الحواسيب، أنّ “الحرب ليست حلاً، ليس بعد الآن”.
ولكن إذا وقعت الحرب، فإنّ “الإخلاص الذي نحمله لبلادنا سيجعلنا نقف إلى جانبها، مهما حصل”.