غادة عبد العال تكتب : “ليلة خروج المنتخب” .!

 

أخبار الشرق الأوسط _

انفض العرس الكروي الإفريقي بالنسبة للمصريين بعد خروج المنتخب المصري لكرة القدم من كأس الأمم الإفريقية المقامة في مصر حاليا, و على الرغم من الحزن الذي خيم على مشجعي كرة القدم بخروج فريقهم اللي تخيلوا إن لعبه على أرضه وسط جمهوره هيكون تذكرة وصول للأدوار النهائية إلا إن خسارة المنتخب أثارت أيضا بعض الارتياح في قلوب البعض اللي ربطوها  بإن ربنا ما وفقش اللعيبة اللي تجاهلوا اتهام زميلهم بالتحرش بل و وقفوا جنبه و كأنه شهيد حرب بعد ما تم اتخاذ قرار من منعه من استكمال البطولة, حتى عاد منتصرا بفضل إصرار و تدخل زمايله.

الليلة كانت فعلا فارقة, يعني على الرغم من إننا كلنا عارفين إن مافيش عقاب إلهي للمشاكل الأخلاقية بيسمع بهذه السرعة  فيتسبب في تغيير نتائج فريق كورة, إلا إن طرح الموضوع كسبب أصلا حمل للبعض شكل من أشكال الانتصار, خاصة بالنسبة للجيل اللي بانتمي له اللي بقاله سنين بعد سنين بيحاول يدفع بقضية التحرش عشان تاخد مكانها تحت الأضواء دون أدنى اهتمام من الجيل السابق اللي شايفيننا بنبالغ في أثر الحرب النفسية اليومية اللي بتمس كل ست في مصر و مدي كل الأعذار الممكنة للمتحرش و واضع كل اللوم على الضحية و هو شايف إن أكيد تصرفاتها بتبرر بل و بتستدعي التحرش و تجعله ضروري عشان تتعلم البنات المايعة دي الأدب,  فكون إن الموضوع يحتل بؤرة الأحداث بالشكل ده فهو انتصار صغير و سبب يدعو للارتياح بل و القليل من الفرح.
لكن الارتياح ما استمرش كتير لما بدأت تظهر صور لجمهور المباراة من المراهقين واقفين في المدرجات رافعين صور نفس اللاعب المتهم بالتحرش على مدار 6 سنوات كانت حافلة بالحوادث الشبيهه اللي أكسبته لقب متحرش عالمي عبر القارات, لكن لسبب ما فالمراهقين دول تعاملوا معاه على إنه مظلوم و الكل تكالب عليه و بروح التمرد اللي جواهم رأوا إنه لابد من التضامن معاه و الوقوف بجانبه, و هو نفس المنطق القديم في حماية المتحرش لكن بتوزيع جديد.
و هنا لازم ندق ناقوس الخطر إذ إن الحرب جبهاتها بتتكاثر علينا, جيلنا اللي عاش طول عمره بيحاول يشرح و يوصل وجهة نظره لجيل سابق لم يؤمن إلا بما وجد عليه آبائه متجاهلا التكنولوجيا و اللي غيرته فينا من التعرف على حقوق المرأة و حقوق الإنسان و الصوابية السياسية و غيرها, دلوقتي مطلوب منه التعامل مع جيل أصغر اتولد في حضن التكنولوجيا اللي بعدته عن التواصل الإنساني فأصبح بيبص لكل الأمور فقط من ورا شاشة الموبايل  دون وجود أدنى فرصة للتعرف على نتيجة آراؤه  في حياة بشر حواليه من لحم و دم, فهو مجرد رأي إلكتروني هيتبعه آراء تانية إلكترونية برضه مش شايف مين اللي بيقولها و لا شايف بتأثر على مين لأنه ماعندوش وقت يرفع عينيه لثواني عن شاشة الموبايل و يشوف العالم من حواليه و تأثير تصرفاته عليه.
و لهذا كله نرفع لافتة “ممنوع التفاؤل مؤقتا” و لازم نبتدي ندق طبول المعركة, فإن كان فيه انفراجه في حربنا مع الجيل القديم, فالحرب مع الجيل الجديد لسه جاية في الطريق و ما ينفعش نتغاضى عنها و إلا هنبقى عملنا زي سمير غانم في مسرحية المتزوجون و ظبطنا الجاكتة فالبنطلون ضرب.

غادة عبد العال

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها “عايزة اتجوز” عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

عن Alex

شاهد أيضاً

المستشارة عبير عصام رفعت تكتب : البنوك تحت الشمس الحارقة .!

أخبار الشرق الأوسط _ مصر إنها البنوك .! طبعاً مش هاتكلم عن التحفظ علي اموال  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*