أخبار الشرق الأوسط – الأسكندرية
يعرف عن الدولة ، أنها تحترم رجال الأمن ، وتقدرهم حسن التقدير ، والتقدير حتما بالتقدير .. كذلك تفعل مع رجال الجيش .. وهناك قاعدة ذهبية للجهات السيادية ان من يعمل بأجهتزها المختلفة رجال من ذهب ، لا يختارون لمجرد الوسطة او المعرفة او المصالح او الأهواء او حتى الأسماء .!
إن إدارة الوطن وحماية ارواح أبناءه لا يتولاه الا العباقرة ، الممزوجه ارواحهم بالوطنية .. عقول مختلفة ربما يصل مؤشر درجات الذكاء عندهم إلى أعلى درجة .. هكذا كان يحدثنى ابى الأديب .. صالح مرسى أديب المخابرات العامة المصرية .. رحمة الله عليه ، حكى لى كثيراً عن رجال المخابرات ، وكم احببنى فى اللواء .. محمد عبد السلام المحجوب .. فحكى لى فى الساحل الشمالى حينما كان يهرب من ضوضاء وصخب القاهرة ويأتى حالماً طائراً على الأسكندرية ليريح أعصابه ، او يبدأ فى كتابة قصة جديدة ، اترك كل مشغولياتى واهرع إليه هائماً .
وحينما تقابلت مع اللواء .. وليد كمال الدين .. فى مكتب اللواء خالد الذكر .. حمدى الحشاش .. الذى يؤلمنى خبر رحيلة عن محافظة الأسكندرية الشهر القادم .. واعلم ان الخبر سيصيب المواطنين بخيبة الأمل لحظة رحيل * سكرتير عام محافظة الأسكندرية * لكننى اطلب من هنا بعدم رحيله وبقاءه فى منصبه الا لو ذهب محافظاً فى مكان أخر ستهدأ النفس .
نعم لقد قابلت رئيس مواقف الأسكندرية اللواء * وليد كمال الدين * بهيئته ووجهاته ، وأدبه الجم .. وعرفت انه رجل أمن سابق عمل لسنوات فى المباحث .. تداعت لى كل صور الشرفاء امام عينى .. فهاهو الوجه والطبع والذكاء والنظرة الثاقبة فى تحليل البشر وفحصهم بالنظر قبل الأجهزة والأوراق ..!
رحل هو عن وزارة الداخلية وعمل بالمحاماة .. ليتكشف لى بعضاً من حقائق الشخصية .. انقلب الرجل من ضابط مباحث يقبض على الخارجين على القانون لمدافع عنهم .. وكانت الرغبة صادقة .. نابعة من قلب إنسان اراد ان يصب جام خبرته القانونية فى الدفاع فقط عن الأبرياء .
بينما الدولة تنظر بعين أحرى واجهزته تفحص ارواقه .. تفحص وتدرس اوراق الرجل وسيرته ، وخبرته ، وحب الناس فيه .. حتى أختارته ليواصل رحلته فى خدمة الوطن من جديد .. لتصدق القاعدة الذهبية للجهات السيادية .. فتمت دعوته للعمل بمحافظة الأسكندرية كمسؤل عن حماية ارواح الركاب .
ولكنه لن يقف الأمر عند ذلك فحسب ، فالسنوات القادمة ستحمل الجديد ، كذلك ستصنع مسؤل كبير يحمل خبرته ويمضى نحو الغد المشرق .!