أخبار الشرق الأوسط
نعمة كبيرة منحها الله لعباده ولسائر المخلوقات الحية .. هى نعمة الصحة .. فالإنسان المتعافى حسن البدن سليم النفسية , تراه ينطلق تحت سقف الحياة بحرية مطمئناً , تراه ناجحاً , ومتقدم .. فالسقم والأمراض بجميع انواعها سواء كانت جسدية او نفسية هى تعد المحطم للكائن الحى .. !
فمن الصعب بل من المستحيل ان تجد مريضاً ينتج ويعطى ويقوم برسالته او ظيفته على اكمل وجه .. إن المعتل لا يهمه ولا يعنيه الا كيفية البحث عن طريقة او سيلة لأخراجه من هذا الكابوس المزعج , فالالام والوجع تجع الإنسان منا غير مكتمل ( نصف عايش ) .. !
فمن المعلوم للعامة وللخاصة ولكل عاقل , أن علم الطب ومهنته على مر الزمان تتبوأ مكانة رفيعة بين مختلف العلوم .. فالطبيب او عالم الطب تراه يكسى وتطفى عليه الهيبة التى تليق به .. حسب علمه ومكانته وذكاءه وحذقه .. وكذلك حسب فكر العقلاء ممن يقدرن قيمة الطبيب فى الحياة ودوره الإنسانى البديع .. والطب بالفعل رسالة كبيرة , جعلها الله فى يد وعقل حفنة من الناس , قدر عليهم ان يكنوا أطباء .. يعالجون الناس ويخففون على الناس متاعب المرض والمه .
والطبيب الحق لأابد بالفعل ان يحترم إحتراماً يليق به وبرسالته الذى اختصه الله بها .. وحينما يكون الطبيب او المعالج على قدر المسؤلية امام الله ومهنته وضميره ويضع الله بين نصب عنية , ولا يدخر جهداً او يكل او يمل فى أداء وظيفته الأنسانية علينا ان نحبه ونقدره ونضحى بالكثير من أجل إسعاده لو استطعنا إلى ذلك سبيلاً .. !
ولأابد من إشعاره بمحبتنا وتقديره ونزيد من هيبته فى المجتمع فهو طبيب .. ضحى بالكثير من أجل إسعاد الأخرين .. مضى ساهراً الليل الذى وصله بالنهار منكباً على الكتب والمراجع , يقرأ ويتعلم .. لم يفعل مثل ماتفعل أغلب الشباب ,, بل انزوى على نفسه وكتبه وتعاليمة ومنع نفسه ان يذوق ملذات الحياة , فكان على الدوام من الأوائل .. لا هم له الا العلم وتحصيل العلوم .ز لم يلتفت إلى نداءات الشيطان , ولم يجرفه تيار الزمن إلى الصعود للهاوية كما يفعل غيره .. شباب الأطباء هم من أصحاب الجينات الخاصة .. القلوب عامرة بالله والوشوش تعلوها اجمل ابتسامة .. وحسن الخلق درب لم تفارق أقدامهم ترابه .. شباب اتصرف عليها واهلهم تعبوا معاهم ليس من أجل حب الذات او الفشخرة بأولادهم بل هم ايضا عظماء ولهم هيبتهم .. تلك الهيبة والأهمية للطبيب الذى يزيد تأكيداً لها تلك العلاقة الجذرية بحياة الناس .. قولى :
من من الناس لا يمرض ولا يتعب ..؟!
كل المخلوقات الحية تمرض وبلا إستثناء .!
فترى الناس يهرعون إلى الطبيب طمعاً واملاً فى (( الإستطباب )) طمعاً واملاً إيضاً وثانية فى الحصول على الشفاء فحسب .. ويبذلون كل الجهد ويتحملون الغالى والنفيس , ويستطيع المرء دفع مايملك للحافظ على صحته .. فالصحة تاج من ذهب على رأس الإنسان ..!
وعلى مر الزمان يتأكد لى ان لعلم الطب والطبيب مكانته ومنزلته وقد اكد ذلك من قبل وبينه الإمام الشافعى رحمة الله عليه بعبارة تلخص مااقول او انوى توضيحه .. حيث قال :
(( إنما العلم علمان :
علم الدين وعلم الدنيا .. فالعلم الذى للدين هو الفقه .ز والعلم الذى للدنيا للدنيا هو علم الطب ) .
وفى قول أخر له 🙁 لا اعلم بعد الحلال والحرام انبل من الطب الا ان اهل الكتاب غلبونا عليه ) ..!
من هنا انطلق فكر الجماعة .. اى جماعة الأخوان المسلمين منذ نشأتها على يد ( حسن البناء ) من عشرات السنين أبان الإحتلال الأنجليزى لمصر .. لقد فطنت الجماعة لهذا الأمر الغالى والمقعد بل والساحر فى جلب وإستجلاب واستقطاب الناس من مختلف الأطياف إلى هذا الموضوع وهو صحة الناس التى هى اغلى مامنح للأنسان من رب العزة .. فالصحة رزق وفير اغلى واعلى مكانة من باقى الأرزاق .. لذا عملت الجماعة على تفعيل دور الطبيب وتوفير الدواء السلاح التى استخدمته جماعة الإخوان المسلمين عبر العصور .. لذا كان حتماً ولابد من فرض سيطرة الجماعة على ( نقابة الأطباء ) وقد حصل ذلك .. فمصر فقيرة وكثيفة العدد .. المصريين يتكاثرون يوماً من بعد يوم وبالتالى الأمراض تكثر وتزدان ودور الرعاية قليلة والخدمات محدودة للغاية حتى يومنا هذا ..!
فى مطلع العام 2006 حالفنى الحظ ان اجوب نقابة الأطباء إيماناً منى بأن الأطباء لهم اهمية كبيرة فى حياتنا فحتوات البحث عن شيىء .. كان الدكتور ( عصام العريان ) احد الذين حكموا مصر بعد الثورة ومن قبلها أميناً عاماً لصندوق النقابة .. يعنى الصندوق كله تحت إيداه ..!
يهيمن بجلالة قدره على النقابة ويفتح الأبواب لكل الأطباء المنتمين إلى الجماعة وغير المنتمين .. فلقد استطاعت الجماعة من خلال سيطرتها على نقابة الأطباء ان يكون لها كلمة ودور كبيرين فهى سر وجودهم فى مصر .. فلم نجد مريض ينتمى إلى جماعة الأخوان المسلمين الا ويحاط بالرعاية الكاملة فى جميع انحاء مصر فى القرى والنجوع والمدن والمحافظات , وفى كل مستشفيات مصر , واجريت العمليات الجراحية بالألاف للمرضى وعلى نفقة الدولة .. من خلال ماعرف بالمجالس الطبية .. فهناك 88 نائب أخوانى تحت قبة البرلمان المصرى لا يشغلهم الا صحة الناس .. والأصح صحة الفئات المنتمية للجماعة .. وفعلت دورها اكثر من خلال إنشاء العديد من المستوصفات والمراكز الطبية التى يديرها أطباء ينتمون للجماعة .. وكثرت الجمعيات الخيرية من بناء المستشفيات التى عالجت كل الناس وبلا إستثناء لكن يلم ينعم بالرعاية الكاملة سوى اعضاء الجماعة .. ومضت جماعات أخرى إسلامية على الدرب ..!
وعلم امين صندوق نقابة الأطباء بوجودى فى حانايا النقابة .. وهو يعرفنى شخصياً ومتابع جيد لما انشره فى الصحف .. فكم خرجت جريدة القاهرة اليوم عليهم .. وفتحت ملفات شائكة لم يفتحها غيرنا وكشفت اسرار .. لذا كان عليه ان يعترض طريقى وطلب استدعائى إلى مكتبه من قبل الأمن .. وحينما دخلت عليه مكتبه اعترت وجه إبتسامة غير صافية وقال :
( جاى ليه خير اللهم اجعله خير ) ..؟!
وكان وقتها عضو فى مجلس الشعب وفى لجنة الصحة وله نفوذه ودولة مبارك بتطبط علي نواب الجماعة ال 88 وتنفذ مايطلبونه فى سرعة فائقة والسر فى البيت الأبيض ..!
قولت له :
هو يعنى حضرتك غريبة إن صحفى يمضى باحثاً عن خبر ..!؟
قاطعنى :
مافيش اخبار عندنا .. ومافيش جديد إحنا طافحين الكوتة عشان ناسنا واهلنا ..!
قولت له : لا كل يوم فى جديد يادكتور عصام عن ناسكم واهلكم ودولتكم اللى بتكبر ( دولة الأخوان بتكبر ) .. وكل يوم يتزيد الجماعة فى فرض نفوذها وسيطرتها على عالم الطب .. والهدف انت عارفه كويس دى اجندة جماعتكم .. الأستحواذ على النقابة واخوانتها لأنكم تعلمون ان صحة الناس غالية عندهم ولما توفر سبل النجاه من الموت وتخفبف الألم اكيد اى انسان حايكون تحت طوعك .. حب الناس فيكم مش من أجلكم .. بل من كل ماتقدموه لهم .. وأظن ياسيادة النائب الدولة غافلة عن هذا الملف والمصريين مابينسوش اللى حن عليهم
فمحبتك الدليل عليها رحمتك وحنيتك وابتسامتك حتى لو كانت مزيفة .. عشان كدة حضرتك وزير الصحة فى جماعة الأخوان المسلمين ولك شعبية جارفة فى اهم دائرة فى الجيزة .. المعتمدية وشارع ناهيا (( الصين الشعبية )) والزمر .. وقاعد ومستريح سنين على كرسى فى مجلس الشعب والسر هو مرض الناس ..تحياتى ..!
وقبل ان انصرف استوقفنى واعترض طريقى وقال لى :
احمد بيه لو النبى له خاطر عندك متتكلمش فى الموضوع ده تانى وماتنشرت حاجة سيبنا فى حالنا واحنا بنعرف نقدر ..!
ومرت السنين وانا اشترى خاطر سيدنا النبى وهو لم يعرف او نوع من التقدير يقدمهولى سوى انه اشتكانى لمباحث امن الدولة .. لكنى اليوم وعلشان خاطر سيدنا النبى برضوا بكتب عن اهمية الطبيب فى حياتنا واهمية صحة الناس .. فوطن يعيش فيه الأصحاء هو وطن بجد .!