أحمد بكر سليم يكتب : هل شعر الرئيس السيسى بالحرج .. وهل قال ل ماكرون (( كفاية كدة )) .؟؟!

أخبار الشرق الأوسط _

اسئلة كثيرة تقفذ من  رأسى تتعلق حول  الأسباب الحقيقية لدعوة الرئيس الفرنسى ( إمانويل ماكرون ) للرئيس المصرى ( عبد الفتاح السيسى ) فى تلك الأيام .. خاصة فى وجود توترات شديدة فى المنطقة العربية والأفريقية  تتجسد فى قضية ( ابناء فلسطين ) والتى بدأت نيرانها تشتعل فى شهر رمضان الفائت بسبب منازل حى ( الشيخ جراح ) فى القدس , ومحاولة طرد الفلسطينين من منازلهم بأمر من القضاء الإسرائلى الظالم ..!

مع العلم ان الرئيس السيسى قد زار باريس فى ديسمبر الماضى .. فلماذا دعاه ماكرون اليوم ..؟!

او ربما الرئيس السيسى نفسه هو الذى طلب اللقاء العاجل .. ليس الهدف كما تروج له وسائل الإعلام المصرية والعالمية حول امور واهداف تتعلق بعملية التبادل التجارى بين البلدين .. او محاولة مصر جذب إستثمارات جديدة _ فرنسية لمصر او عبارة تباحث القضايا على المستويين الإقليمة والدولى .. وكلام البلوماسين الذى لا يفهم اغلب الشعوب الكادحة  .. فهذا كلام فات اوانه ..!

فهناك على ارض مصر 165 شركة فرنسية تبلغ حجم إستثماراتها فى مصر مايقرب من 5 مليارات يورو .. كذلك هناك تبادل تجارى بلغ 3 مليارات يورو .. !

فمن الهراء ان نتحدث عن عوالم الإقتصاد والتجارة والتبادل وفرص الإستثمار او مستجداته .. هذا موضوع قد انتهى امره من سنين , حتى التعاون الثقافى وإنشاء الجامعة الفرنسية فى مصر امر منتهى .. وكل مايجرى من مقابلات ولقاءات هى مجرد تحصيل حاصل , وصور تلتقطها عدسات الصحفيين  ..!

ففى اعتقادى وتقديرى الشخصى .. ان زيارة الرئيس السيسى لفرنسان  تأتى فى المقام الأول  وعلى رأسها تقفز  القضية الفلسطينية  .. فهى مصر التى تسامح .. مصر التى لا تقبل كرامتها وإنسانيتها ان توافق على إبادة شعب عربى .. حتى لو كان يقوده إلى الهاوية (( فصيل إرهابى ))  يقتل جنودنا فى سيناء ويغزى الإرهاب الذى راح جراء تلك الإعمال مئات الشهداء من جنودنا وظباطنا  من الجيش والشرطة ..!

فهناك أصوات تتعالى ,, بل و تؤكد ان مايحدث فى غزة من إعتداءات وحشية ضد المواطنين الفلسطينين لهو على كيف مصر وعلى هوى الرئيس الذى يريد ان يصفى حساباته مع قيادات حماس  ..!

فهذا هراء ايضا , بل يصل لمرحلة الفكر الخبيث ..!

او بالأحرى انه لا يعى قيمة مصر وشعبها الذى دافع عن القضية الفلسطينية منذ بدايتها مع صدور وعد بلفور عام 1948 الذى دعا إلى تقسيم فلسطين بوعد خبيث ظالم من إنجلترا راعية إسرائيل الأولى وليست امريكا التى كانت تروج لطلفها المدلل وهو ( إسرائيل ) بينما الأصح ان تكون الأم المدللة هى لندن  والطفل المدلل على طول الخط هو إسرائيل , التى تحل اراضى عربية منذ 5 يونيه عام 1967 حتى يومنا هذا .. تحتل الجولان السورية .. ونهر الأردن واغلب الأراضى الفلسطينية كذلك جنوب لبنان وكانت تحتل سيناء المصرية الا ان الجيش المصرى اعادها بعد حرب ضروس بين مصر وإسرائيل فى اكتوبر 1973 هى حرب اكتوبر المجيدة فى العاشر من رمضان .. فمصر هى الدولة العربية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط القادرة على استعادة حقها , بل هى الوحيدة  التى تستطيع ان تعيد الحقوق المسلوبة  بوجه عام قبل الخاص , وقد حاول الرئيس السادات ذلك الا ان الحقد العربى حال بينه وبين تحقيق ذلك الهدف النبيل باغتياله عام 1981 فى الإحتفال بعيد النصر المجيد على إسرائيل كى يغلق نهائياً ملف فلسطين ..!

وتمر الأيام الثقيلة , وتسقط الأقنعة عن الدول العربية التى لا نجد منها الا حفنة من عوائد البترول وكرتونة رمضان الإماراتية .. تتلخص التضحيات العربية فى مجرد كلمات جوفاء , وخطب رنانة من السادة معالى السفراء العرب ووزراء الخارجية  , لا تسمن ولا تغنى من جوع ..!

وكثيراً ماتعرضت الأراضى المحتلة من قبل إسرائيل إلى التدمير والضرب والقصف والنيران التى تلاحق شعوبها بلا ذنب  ..!

كم من مرة تعرض الشعب الفلسطينى واللبنانى إلى التدمير بفعل الألة الحربية الإسرائيلية التى تقتل الأبرياء وتسرق الأرض لصالح المستعمرين الجدد .. وتهدم منازل الفلسطينين وتحرق زرعهم  وتقتلعه من جذوره حتى يتسنى لها إقامة المستوطنات لمتشردى اوروبا اليهود .. وتدعو هم وتفتح لهم ابواب تل ابيب  للإقامة على اراضيها ونيل الجنسية ..!

إسرائيل اليوم ومنذ مايقرب من أسبوع وهى تدمر غزة وتقصفها بالمدافع والصواريخ .. وتحلق طياراتها المغيرة فوق غزة تضرب بعنف  منشأت حيوية مثل  الكهرباء وتهدم البنية التحيتية عن عمد وقصد  حتى غرقت غزة  فى الظلماء كبيروت ..!

الصواريخ والنيران تلاحق قيادات حماس  حتى سقط منهم الكثير .. وفى خضم تلك الحرب يسقط الأبرياء من المدنين .. الذين لا حول لهم ولا قوة الا بالله الواحد القهار .. الأمر مخزى ومحزن لنا كعرب .. وصعب ومحرج للغاية للقيادة المصرية .. فالرئيس السيسى يعيش حالة من الحزن الدفين ولا يملك سوى ان يفتح معبر رفح للجرحى ويعالج الضحايا فى مستشفيات مصر سواء كانت عسكرية او تابعة لوزارة الصحة .. بعد ان اعطى اوامره الصارمة بعد التقصير او التضيق على كل جريح .. بل امتد الأمر إلى اسرهم ومن يرافقهم .. ولم يكتفى بل سافر إلى ماكرون وجلس بجانبه يعلن عن إستياءه الشديد مما يجرى على الأراضى الفلسطنية .. وطالب بضرورة تدخل فرنسان البلد الحليف  الذى يعمل رئيسه كوسيط بين العرب واوروبا ..!

طالبه بسرعة السعى لأنهاء الحرب على الفلسطنين من قبل جيش الإحتلال الإسرائيل منزوع الرحمة من قلبه ..!

اعتقد ان الرئيس السيسى شدد على ضرورة إنهاء الحكاية ويكفى ماحدث .. حتى لا يزيد الأمر من احتقان المصريين التى تطالب  مصر وجيشها بحسم الأمر وإنقاذ الشعب الفلسطينى من الموت الذى يلاحقه  .!

مهما يكن فإن مصر لا توافق على إبادة شعب أعزل محتلة اراضيه من عهود وهو صابر .. نعم صابر لأنه لا يملك الا الصبر .. فلن يمسح دموعه الا اصابعه ولن تقوم اى دولة عربية بتحرير الأرض .. هناك تخاذعل عربى  وخنوع وخوف ورعب من الدخول فى اى حرب مع إسرائيل .. ولهم الحق فكل برغوت على قد دمه .. جميع الدول العربية لم تخوض اى حرب طوال حياتها .. فكيف  يحاربون ولصالح من ..؟يحاربون إسرائيل دولتهم الصديقة الحليفة ضد طهران التى تنتظر حتى تسح لها الفرصة فى ضرب الخليج العربى وإحتلال اراضيه كما تحتل جزر فى الأمارات العربية ..!؟!

ايعنيهم القدس .. ؟!

فلا يعنيهم ذلك .. ومصر لن تضحى مرة اخرى  ولن تحارب مرة أخرى لتحرير الكويت .!

يكفيها ان تساعد على قدر ماتستطيع وتملك و عن طريق بعض المحاور والطرق  التى تنصب جميعها فى الدبلوماسية التى ستنتصر فيها إرادة مصر .. !

وارى ان هنالك ايام قليلة والمولد على ارض فلسطين سوف ينفض .!

وتبقى كلمة ربما قالها السيسى للرئيس الفرنسى ماكرون صباح اليوم :

( إيها الرئيس عليك التدخل بسرعة لوقف اعمال العنف والقتل فى فلسطين قبل اى كلام او مباحثات او فتح اجيندات .. المصريين يعيشون حالة من الحزن .. وانا بصفتى رئيس المصريين اقول لك .. قل لحكومة إسرائيل كفاية كدة مصر لن توافق على إستمرار الحرب على الشعب الفلسطينى .. إسرائيل كدة بتدخلنا فى دوامة وبتحرج مصر  وكل العرب .. بالفعل انا  اشعر بالحرج ..! )) .

 

عن

شاهد أيضاً

أحمد بكر سليم يكتب :*السادات* كان يتوقع اغتياله بالوثائق وبالمستندات  ..!

القاهرة اليوم    *السادات* كان يتوقع اغتياله بالوثائق وبالمستندات  ..! اهناك فرق بين الضمير والعقل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*