أحمد بكر سليم يكتب : الكفن مالهوش جيوب ياريس .. صبح على الغلابة برغيف ..!
6 أغسطس، 2021
مقالات أحمد بكر سليم
471 زيارة
أخبار الشرق الأوسط

* قامت ثورة 25 يناير , وتولى المجلس العسكرى قيادة البلاد فى ظروف عصيبة لحظة ان إنفلت ( فكر الشعب ) ..!
وراح يدعم دون ان يدرك ( العصابة الأمريكية ) .. وكان اللواء ( عبد الفتاح السيسى ) ضمن قادة المجلس العسكرى , حيث كان يتولى قيادة المخابرات الحربية , علمت انه كان أقرب القادة إلى قلب المشير ( محمد حسين طنطاوى) قائد الجيش المصرى وقتها .. وكان أول إجتماع لقادة المجلس العسكرى وفى مقر وزارة الدفاع ..!

كنت على مقربة منهم وبجوار أحد الصحفيين الكبار جلست وبالقرب منهم رحت أصغى واستمع إليهم ولهم مضيت أكتب بعض التصريحات , والتى أصبح بعضها بمثابة مأثورات .. حيث لم يسمح لنا بدخول الكاميرات ولا الهواتف النقالة .. لم يلفت نظرى ويستوجب إنتباهى الا كلمة القاها المشير حيث قال : الكفن مالهوش جيوب وليس لنا مطامع ولا نريد ان نحكم مصر وقد فعلها وكان صادق الوعد ..!
نظرت إلى قائد المخابرات الحربية نظرة فاحصة , ماحصة وجدته هادىء الطباع جاد ولا يتكلم لم يلفظ بلفظ واحد لكن عيناه هى التى كانت تتحدث إلى الجميع .. ربما راح ينصت لما يقال بكل مايملك من وعى ممزوج بالخبرة العسكرية المخابراتية .. شيىء فى نفسى قال لى :
( هو ده الراجل الطيب اللى حايحكم مصر ) …!
وبالفعل شعرت انه طيب وقريب من ربه ويخشاه ويهابه كما لا يهاب بشر ..!
لكن الدنيا اتغيرت وانقلبت الموازين وراح يطيح بحكم الأخوان رغبة من الشعب .. ورغبة منه قوبة وعنيفة ..!
ماشى الكلام .. هو كذلك يؤمن ان الكفن مالهوش جيوب وان الحياة لا تدوم هو يدرك ذلك تماماً الأدراك وبكل دوافعه مضى فى طريقه الصعب الطويل بطول الدنيا من هناك إلى هناك .. كما يدرك ان الكراسى زائلة .. لكنه مضى وحكم مصر وكان لزاماً عليه ان يكون قد المسؤلية .. فأول مافعل هو التطهير من رجس الأخوان وقد اطاح بهم جمعياً والحمد لله خلصنا منهم للأبد .. وبدأت مرحلة التصدى للفساد مع البناء .. بناء دولة جديدة كان يحلم بها طوال حياته , منذ نعومة اظافره وهو يحلم بها مصر الجديدة اللى بجد , كما نحلم نحن بها منذ ان تعلمنا فك الخط .. حتى وصل * الرئيس * إلى مايصبو إليه وهو( كرسى الحكم ) دون ان يقصد , فلم يتوقع ان يكون الريس لكن الله اراد ذلك ..!
إن مرحلة البناء كانت ولازالت كبيرة ومكلفة , ومعقدة , وصعبة لكنه تغلب عليها بإرادة من حديد وبدعم من الله والجيش والشعب الذين وثقوا فيه ودفعوا من ثرواتهم ومايملكون ومايستيطعون ومالا يستطيعون أيضاً .. !
الحق اقول :
ان مصر قد تغيرت ,, وتكلف هذا التغير البلايين من الدولارات على كافة الأصعدة والمستويات .. وكانت الرحمة والتكافل والتضامن يسيرون جنباً إلى جنب البناء .. وارتفعت مؤشرات الأقتصاد المصرى بالفعل .. لكن المصريين لم يشعروا بهذا مطلقاً نتيجة الظروف التى يمر بها العالم اجمع , جراء إنتشار فيروس كوفيد 19 اللعين الذى تديره عصابة عالمية تقصد من خلاله تغير العالم وإضعافه لكن مصر لم تضعف وظلت واقفة وتمضى نحو مستقبل أفضل واستعادة إسمها بعد غياب 4 سنوات من الثورة الفاشلة وش الخراب على الجدعان .. فلن نتحدث عن إنجارات الرئيس فهى معروفه امام القاص والدان واضحة وهناك مئات من الصحفيين والإعلاميون ليس لهم شغلة الا الحديث عن إنجازات ومعجزات الرئيس على مدار 7 سنوات يومياً بل وعلى مدار الساعة كمصطلح إعلامى , بينما يرى المارقين انها 7 سنوات عجاف ويروجون لذلك أيضا على مدار الوقت كله ونحن نحاول التصدى لهم ببعض من الوقت والمساحة الصغيرة لصعوبة مواجهتهم جميعاً ونحن قادرون على اكثر من ذلك وممكن نقول كلام لم يقوله غيرنا لكن ضيق اليد والوقت يقفان عائقاً فى طريقنا لكنا نحاول دفاعاً عن مصر لا عن الرئيس .. وهذا مش موضوعنا .. ولن يكون ..!
لكنى الأن اتحدث عن المواطن الفقير .. اللى بياكلها بالملح والدقة .. الناس اللى عايشة على الجبنة القديمة والفول المدمس البيتى والطعمية الجنيبنة اللى بتتقلى فى البيت لأجل التوفير .. هناك ملايين من الفقراء يعيشون على الكفاف متوسط دخلهم لا يتعدى ال 70
بيتصرف منهم 20 30 جنيه على المواصلات ( المترو بقى ب 10 جنيه ) ومنهم من لا يجد قوت يومه ويعيش على ال 5 ترغفة يفطر بتنين ويتعغدى بتلاتة وفى العشاء يخرج ليمد يده من الجيران ( والنبى مافيش رغفين زيادة .. لا والنبى ياخويا ) .. ومنهم من انطلق لمد اليد نتيجة تلك الحاجة و العوز والحاجة الملحة شديدة الإلحاح .. حتى انتشر فى شكل من أشكال ( التسول ) الذى انتشر كالنار فى الهشيم فى معظم ربوع مصر وبلا خجل ومن يخجل يمضى فى تغير ملامحه ممزوجة فى عبقرية الطلب الذى يصل إلى فن التمثيل الواقعى على مسرح الحياة .. !
فلو كانت فتاة او سيدة ارتدتن النقاب .. إنزل يا سيادة ريس المترو .. او ارسل رجالك لتتعرف على حجم المعاناة , إجلس على أحد المقاهى وشاهد أعداد المتسولين التى بلا عدد ولا تستطيع ان تحصاها عين ..!
لقد اصبح التسول مهنة لشريحة كبيرة من المصريين , حتى الناس الحلوة بقت تتسول بطريقة غير مباشرة .. كالدول التى تطلب القروض والمساعدات تماماً .. الناس تعيش فى ضيق مادى ونفسى ياريس اقولها لك بكل صدق وامانة .. حتى انتشرت جرائم القتل وانتشرت البلطجة فى الشارع المصرى .. حقيقى انا اتحدث إليك من واقع اختلاطى بالناس و فى الشارع والحارة والزقاق وعلى الرصيف وفى السوق فى المترو والميكروباص .. هناك بالفعل غضب شعبى بدأ من مواقع التواصل الأجتماعى واخشى ان ينتقل إلى الميادين .. فمفهاش حاجة ياريس إنك تتراجع عن قرار زيادة سعر رغيف الخبز المدعوم من الدولة , مش عيب .. العيب هو إننا نفتح الباب أمام الغضب .. ونعطى الفرصة للمارقين فى تركيا وقطر وإيران وإسرائيل ان يتلسنوا على مصر وعلى كبير مصر ويردحوا زى النسوان ,, مافهاش حاجة يافخامة الرئيس ان تصبح على الفقير برغيف عيش سخن مجاناً .!

وقبل ان اختتم كلماتى انت تعلم مدى حرصى على إستقرار مصر .. وتدرك مدى إحترامى وتقديرى لك , فليس التأثر بمعاناة الفقراء ذنب فهذا قدرى وقدرك ( عاشت مصر وتحيا بالمخلصين )..!