أحمد بكر سليم يكتب : العقيد معمر القذافى يعود للحياة على يد جريح حرب .!

 

 القاهرة اليوم

لم يكن الشاب الذى تربى وترعرع فى بستان   مدرسة من النور والفكرالذى ينم عن قائد حر وشجاع وحقانى .. حتى أصبح بمرور الزمن ( ملك ملوك أفريقيا ) هذا فضلاً عن كونه زعيم سياسى يعد واحداً من فلاسفة السياسة بعد جمال عبد الناصر وانور السادات .. أو حتى منديلا ..هو العقيد معمر القذافى  !

 

لم يكن المهندس الفنان ( سيف الأسلام القذافى ) الذى درس الهندسة والأقتصاد والسياسة  والفن التشكيلى مجرد  ( إمعة ) لأبيه القائد ..!

 

بل كان له وجهة أخرى تقوده إلى تحرير ليبيا من بطش الجهل السياسى وطول مقاومة ابيه ونفسه القصير الطويل حتى كان  أحياناً يغضب من شعبه ويحزن من بيته  ، ويبعد لأيام بلياليها منزوياً فى الصحراء قابع فى خيمته لا يتحدث لأحد  الا لنفسه .. ويعيش ليفكر وهو واخد على خطره .. كما لو انه أثر كل الكلمات فى صدر .. فأثرها فى نفسه حزيناً حتى يأتوه  سالمين  ، متأسفين  ، ومعتذرين وبعدها يقبلوا يده  فيسامح ويعفو بعظمة الكبير وبتواضع بسيط  يخرج للناس محاولاً إصلاح المفسود والمعوج ووكذلك الوافد الذى يسىء للجماهيرية العظمى .. الله على اسم الدولة كان حلو ..!

وكان على القائد الا يصمت ويرد محارباً ومقاتلاً فى وجه الجهل والأستخفاف بقوانين دولة لها شأن كبير فى العالم حتى إيطاليا  نفسها تكن إحترامها المطلق ومحبتها الغير محدوة لأرض والعباد والقائد  ..!

 

مضى ليكشف عن طبيعة جديدة له ..  ركب السفينة التى صعدت النهر العظيم ، ليشق فى مقدمتها رجل محارب ، محاولاً بصرامة ان يغسل العقول ، ويحرر النجوع والمدن البعيدة عن طرابلس وميصراتة وبنى غازى ( شمس ليبيا الحرة )  بأقواله المأثورات يتفوه بعبارات جديدة تسمه ولأول مرة على طبلة الودن .. عن الحياة والأنسانية ورؤيته بالمنطق الخاص له وعلى شواهده  الدالة عن خطأ  الغير حتى ولو لم يقصد ..ويذهب كمعلم لأجيال من بعده يشرح  مايكون ومالا يكون .. إنه حديث  الحكمة الغاضبة ..!

وكانت بكل تأكيد تلك السنوات  التى عاشها وعاصرها وشاهدها ( سيف الأسلام ) وبكل ماتحمل المواقف سواء كانت  القريبه او البعيدة بمثابة درساً جدياً لأبن الذى يرى فى والده الرمز ووالده يرى فيه الأمتداد له وللمملكة الأفريقية التى كادت تكتمل لولا الحقود والجحود الدولية ،  كلها جعلت من سيف الأسلام معمر القذافى مفكراً سياسياً هو الأخر .. لكن بفكر الجيل الحديث الرابع والخامس حتى العشرين ، فهو  المتعلم والمتنور والمتسلح بكل سيل التقدم والعلم والثقافة حتى الإنخراط فى دم ابيه وشراينه  ..!

ربما كانت غربته فى لندن او النمسا او المانيا شاهدة على تطوره وانخراطه فى عالم اخر متقدم ولسنوات حتى شربه فى فنجان قهوته الخضراء  ..!

سيف الأسلام المولود بالعام  1972 الذى  لايزال شاباً .. رغب حليته التى كساها الشيب .. وأصابعه المبتورة بفعل غارات امريكا التى كان يتصدى لها .. هو جريح واسير  حرب  قذرة  !

فالشيب هو شيب النزنزانة .. شاب الشعر وهذا وقار .ز فأن الفكر لم يشيب  فى كهفه البعيد العميق لخمس سنوات كاملة تحت الأرض  .. لا يرى شمساً ولا يستنشق النسيم ولا يرى الا وجوه السجانين الباردة التى تحولت بقدرة قادر إلى صور ملائيكية فاقت بعد شيطنة الزمان وعادت صديقة .. ولأول مرة تصبح النيران الصديقة لا تقتل ولا تحرق .. لقد ادراكوا جميعاً ان الثورة كانت مدمرة وفاسدة طالما ان وراؤها قوى شيطانية تدعمها أمريكا فى صورة ( اوباما الثعبان الأسود )  ..!

 

أعتقد انه بطل ..!

نعم الحق اقول أنه بطل  .. فعلى مدار 5 سنوات كاملة وهو سجين .. ليس له الا الله ورسوله والمؤمنين ..  فلقد رحل اخواته بالسلامة بعد ابيه .. إستشهدوا جميعاً على يد النيران السوداء العمياء .. حتى النساء الأن والأطفال يعيشون فى الغربة بعيداً عن وطنهم وكأنهم منفيون  فى أرض الله ..!

الم تكن تلك الوقايع والمشاهد وصبر وحكمة السنين العشر  كفيلة وبالصبر ان تجعله بطل  ليظهر على المشهد السياسى فى ليبيا ويعقد النية على الترشح للرئاسة  .. ولما لا .. ؟!

ارى ان بطولة  * سيف الأسلام *  تكمن فى العودة مرة اخرى بعد سنوات السجن والصمت والحرمان بتأيد جارف وكبير من كل من فهموا درس الثورة  .!

عن

شاهد أيضاً

أحمد بكر سليم يكتب : سجون البيوت والعقول .!

  تحرير مصير  العقل المصرى كيف  .؟! فليس  هناك لا شيء يتأبد فى الحياة الأجتماعية  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *