جريدة القاهرة اليوم .
محمود بكرى كل هذا الحب .!
حظى بعنايه ربه .. منذ زمن .. ومنذ الوهلة الأولى لدخوله عالم الصحافة العربية .. كان شاباً مهنياً شرساً .. فتح ملفات محفوفة بالمخاطر دون وجل او خوف فالخوف قواد وكم كان حذراً من أن يخاف .. !
وكان القبض على الأنفرادات عواقبه وخيمة ، فأحياناً عرضه حبر قلمه للتحقيقات العسكرية ، و للمحاكمات المدنية فى قضايا نشر ورأى .. وكذلك لبعض أيام السجن .. فلقد مكث فى السجن برهة ويخرج ..!
ظل يمضى فى طريق الدفاع عن الوطن وقضايا ، محارباً للفساد بكل اشكاله واشخاصه دون ان ينتابه الخوف او الهلع من المجهول .. ليس لكونه صعيدى .. او حتى صاحب جينات خاصه .. لكنه ضميره الذى يحركه ويدفع به الى قول الحق وبتلقائية المهنى المثقف .. الحق اقول :
ان الأستاذ الدكتور محمود بكرى يحظي بثقافة واسعة النطاق ، ولما لا وهو كاتب فحل .. يبهر قراءه بأجتذابه العديد من الجمل والمفرادات اللغوية التى نشرت فى الصحافة لأول مرة رغم ان الكلام لا ينفذ .!
فلو تحدثنا عن الكاتب محمود بكرى فهو كاتب أديب .. حتى ولو لم يمهله القدر لكتابة الأدب .. فهو لا يجد نفسه فى ذلك حتى ولو كان قادراً على الكتابة ..!
لم يكن طيلة حياته رجلاً عشوائياً او عبثياً ..بل كان يعى دوره ورسالته ، ويخطط ويفكر غهو رجل منظم .. حياته ظلت موزونه ومسجونه بين جدران الزمن فالزمن مهم بالنسبة له .. والموعد كالعهد .. فهو لا يخلف وعده ولا يتأخر عن مواعيده التى يحددها هو .. !
ان اهم مايميز النائب محمود بكرى انه لا ينافق السلطة .. وبكل الأشكال وبل الأساليب ينفذ مايمليه ضميره انطلاقاً من فكره المتجدد .. الذكى لإاجهزته الخاصة حاضرةً على طول الوقت وذهنه صافى ويقظ حتى لو ظل ايام دون ان يرتاح جفنه .. فهو قادر ان يواصل الليل بالنهار طالما انه يفعل مايشاء سواء بالنسبة لقضايا الوطن او هموم الناس فهو فى محل من يقبض بيديه على ايامه .!
لديه أصرار كبير وصلب فهو لا يلين الا فى زاويه حقوق الأنسان لا يلين مع مسؤل او وزير بل تراه يقف امام البسطاء بكل تواضع ولطافة وطيبة .. فهو لا يشعر البسطاء انه رجل فولاذى مسؤل وصاحب حصانة برلمانية او صحفية او إعلامية .. هذة الأدوات لا يستخدمها الا مع الكبار وعلياء القوم وبعضاً من خصومه .. فالمعارك التى خاضها خلفت حروب وجعلت هناك بعض الخصوم .. فكم هدد الفاسدين واستخدم العديد من الأجراءات المهنية والقانونية .. وكان ينتصر فى النهاية .!
مضت الأيام ورأيناه يدخل عالم السياسة من اوسع ابوابه .. حينما نجح فى دخول اول مجلس للشيوخ فى مصر .. !
الأن حصحص الحق ..!
والوضع يتغير كل يوم .. وحلوان نراها لأول مرة تتحول من جثة هامدة الى مدينة بالون الأخضر جسد تملؤها الحيوية والطاقة الأيجابية كوكبية تصعد إلى العقول وتراها العيون .. وكأننا نتجول من زمن لزمن .!
إن حلوان بالنسبة له هو الوطن الأم .!
منذ ان حصل على عضوية مجلس الشيوخ .. ورأيناه يتحول لشخص أخر .. ليضرب الأمثال فى روعة المصرى الذى وضع فى موضع المسؤلية .. فلم تكن واقيته ساحرية .. بل حقيقة ظل اهل حلوان يبحثون عنها .!
ربما التسامح النفسى مع الذات والأخلاص لوطنه وانحيازه الشديد لنصرة الفقراء جعلت منه انسان بمعنى الكلمة .!
هناك سر كبير بداخله لا يعلمه الا الله * فإن اكثر الناس لا يعلمون *
لكننا نعلمه وندركه ونعيش بداخله ونرى بقلوبنا مايعيش بداخله ويفكر فيه ويمضى إلى تحقيقه .. يعجبنى فى هذا الرجل انه لو قطع عهد على نفسه او اطلق وعد من فمه .. نفذه حتى لوكلفه هذا ما لا يستطيع عليه صبراً .!
انه الشجاع الذى يلقى نفسه ويجده فى كل مايفعله .. حتى ولو كان عملاً صعباً لا يستطيع شخص بمفرده ان يفعله لكنه هو الألتزام المطلق .. فهو رجل ملتزم بمعنى الكلمة .. ونائب للشعب له شخصيته المستقله حتى لو عشنا فى زمن الأوغاد والحاقدون .. فهو يمضى ولا يعتريه اى خوف ربما كان حذراً إلى ابعد حد .. وبرغم من حذره لم يكن حذر فى خطواته تجاه نفسه وصحته التى اهمل فيها ولم يلتفت لكل رسائل المقربين له من اسرته ورجاله ومساعديه * أهدى شوية يادكتور واخفض جناحك لنفسك ولأسرتك التى تطالبك بقليل من الراحة او قطع ايام من الأجازة للأستمتاع بجمال الحياة .. لكنه ظل يرد بأبتسامة شفافة طيبة مقرونة ببعض جمله التى كان يطلقها للمقربين له :
انا فى موقع مسؤلية .. صحة الناس وحل مشاكلهم المعقدة هى اهم من صحتى طالما ربنا مدى لى القوة والأحتمال فأنا لن انال الراحة راحتى مع الناس .* .!
نعم انا واحد ممن يشعرون بهذا الأحساس اراه وسط الجماهير فى قمة سعادته .. انه ينشد تلك السعادة ويرجوها ان تعيشها الناس ليس فى حلوان فخسب .. الدكتور محمود بكرى سياسته ونهجه واحد فلا يفرق بين مواطن من الصعيد واخر من الأسكندرية .. الكل سواء والخدمات يؤديها بنفس الحماس .. ربما اهل حلوان يتمتعون بخصوصية كبير فى قلبه الا ان الدافع واحد .!
ومرت الشهور على هذا الحال وبكرى لا يهدأ وينتقل من انجاز لأنجاز ملموس وحقيقى على ارض حلوان .. لقد حولها كما ذكرنا كما تحول هو واخذ ينطلق صبيحة كل يوم ليجوب بين مناطقها .. يضع يده على هموم الناس واحوالهم فلم يكن غير راضى عن سلوك الحكومة طوال السنوات الماضية عن تلبية نداءات الناس وحجم مطالبهم المشروعة .. طريق ممهد رفع القمامات والأنقاض ازالة كل العوائق التى تمنح المواطن حقه فى العيش فى مناخ صالح .. إنها الخدمات .. والوضع يتغير كل يوم لكنه يعرف ماذا سيحدث غداً فى مدينته .. حلوان الجميلة التى أسرته وراح يقاتل الركود والروتين .. فى الصباح يفتتح مركز طبيى كبير وفى الظهر نراه وسط معدات الأحياء وجراءات وعربات رفع المخلفات .. وبعد الظهيره نراه فى منطقة اخرى يقف بنفسه ويباشر تركيب اعمدة الأنارة وقبل العصر فى مكتبه بالمساكن يقابل الجمهور ويسمع المشاكل عشرات من الناس والمكتب مكتظ بالطلبات المهمة الملحة .. يرفع سماعة تليفونه ويجرى المباحثات والمفاضات مع المسؤلين .. ليتكن فى النهاية بحل اغلب مشاكل الناس فى التو والحال .. وبعض الطلبات التى تحتاج الى تأشيرات المسؤلين يذهب بها وبنفسه فى اليوم التالي .. ثم يتواصل مع الناس عبر الواتس اب .. ورجاله خلفه لا يهدؤن ولا يحصلون على يوم اجازة كباقى البشر .. !
وفى المساء نراه يلتقى مع الجماهير فى لقاءته الشهرية او الدورية او حتى المفاجأة .. دخل البيوت والقلوب والمنادر والمجالس حتى تربع على عرش القلوب ..!
اليوم هو بحاجة إلى منحه قليلاً مما منحه لنا ولحلوان ولمصر ونطالبه ان يرضخ لتعيلمات الأطباء ويتناول الأدوية .. ويرتاح لبعض الوقت حتى يشفى تماماً ويعود مرة اخرى أقوى مما سبق ..!
خالص تحاتيى لهذا الفارس الأنسان .. لهذا النائب الذى ضرب المثل فى اهمية دور نائب الشعب للشعب .. بنحبك من قلوبنا وبصدق وهذا اتضح اكثر واصبح كالشمس المنورة ,, لقد ظهر حب الناس له .. فحينما انتشر خبر مرضه واستراحته البسيطة راح القلق ينتاب كل الناس .. وانطلقت الدعوات وانتشرت الرسائل على مواقع التواصل تدعو له وتطالب القدر ان ينحاز لهم .. !
وفى تقديرى ان بكر محروس من الله .. وكذلك هو انسان من لحم ودم مش من حديد .!